يا " صباح " ويا " عربي " فاقد الشيء لا يعطيه !!

22 - يوليو - 2014 , الثلاثاء 07:30 مسائا
4230 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ يا " صباح " ويا " عربي " فاقد الشيء لا يعطيه !!

محمد علي محسن
بمن تستغيثين يا صباح ؟ ومن تستصرخ يا " عربي " ؟ امرأة اعمورية ماتت والنخوة والغيرة رحلتا مع المعتصم الذي هو الآن تراب ورميم . الجامعة العربية ولدت ميتة ، والحاكم العربي فاقد الاحساس والشعور ، طاغية وجبروت ، بلا رحمة ، وبلا حياء ، وبلا فؤاد ، وبلا تقوى ، وبلا ضمير .

الواحد واي واحد من هؤلاء الحكام يفطر على انين قرابينه المزهقة كل لحظة ولمجرد شبهة تافهة ، ما من حاكم عربي إلَّا وكان القتل تسليته المحببة إليه ، وما من واحد إلَّا واعتاد ذبح الرقاب وكتم انفاس الانجاب واشاعة الجهل والخراب ؛ فكيف لكما يا صباح ويا عربي مناشدة حُكام ديدنهم الفتك والسحل والخوف والنهب والكذب والجهل ؟

قُتل ملك ملوك الجنون " القذافي " بيدي ثوار بلده ، وقبله حوكم صدام واشنق بمقصلة بني جلدته ، مبارك الذي انهكه الكبر والذعر في محبسه ،وزين العابدين المحكوم غيابيا هو الآن في منفاه هاربا ،وصالح الغبي الجاهل المُضحك المُبكي لمبارك ومعمر وصدام كان اذكى الجميع فلم يُقتل او يُحبس او ينفى وإنما صار رئيسا للرئيس الخلف ذاته .

قُتلوا او سجنوا او نفيوا أو رحلوا ، في النهاية جميعهم نسخة واحدة مكررة ،وجوه متعددة في صورة واحدة جامعة لكل اشكال الطغيان والاحتقار والفساد والخوف والاضطهاد والزيف والكذب وسواها من الصفات الذميمة القبيحة المتغطرسة العنجهية المتسلطة المهينة لكبرياء الانسان العربي الذي خُذل زمنا بمثل هؤلاء الحكام الذين لم يترددوا لحظة في توجيه ترسانة جيوشهم الى رؤوس وصدور شعوبهم ودونما رأفه او شفقة .

نعم قناعتي راسخة ولم تتبدل إزاء القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الشعب الفلسطيني اولا ونهائيا فلم يضر بها أو يؤخر حلها وحسمها سوى حين صارت قضية كل الانظمة العربية الاستبدادية البوليسية الفاسدة . لطالما ربطت بين اقامة الدولة الفلسطينية وبين ما تحرزه المجتمعات العربية من تغيير سياسي وديمقراطي بداخل كل بلد .

فدون ان يتحرر الانسان العربي في مصر والعراق والسعودية وليبيا واليمن والعراق والجزائر وسواها من الدول العربية القابعة مجتمعاتها في قعر تخلفها وفسادها وازماتها فإن الحديث عن تحرر شعب فلسطين واعلان دولته المستقلة ليس إلا كلاما انشائيا لا قيمة له او اهمية .

ودون ان يكون الشعب الفلسطيني في طليعة هذا الكفاح والنضال المجترح منذ التبشير بفكرة الوطن الجامع لشتات اليهود وتحديدا منذ ما بعد انجلاء الحرب الكونية الثانية واعلان وعد بلفور المشؤوم سنة 1917م .

ما كان بنيامين نتانياهو سيقدم على جريمته النكراء البشعة لولا معرفته بحالة الوهن العربي ، فما من حاكم عربي يمكنه فعل شيء إزاء عدوانه الغاشم على مدينة محاصرة ضائقة بالأطفال والنساء والشيوخ والمساكن . فهؤلاء الذين لم يحركوا ساكنا وهم في ذرى سطوتهم ومزايدتهم باسم القضية الفلسطينية كيف لهم اليوم وقف العدوان على غزة ؟ وكيف لحكام قتلوا وبطشوا واهرقوا وخربوا كل شيء وقع تحت تصرفهم ومن ثم يكون بمقدورهم انقاذ شعب شقيق يعيش مأساة حقيقية ؟ .

الحقيقة الساطعة هي اننا عشنا وهما طويلا لم نستيقظ منه سوى بعيد فصل دامي حزين مررنا به ومازلنا في كنفه نعاني وطأة القتل والتنكيل والتشريد والخوف والخراب الحاصل في أكثر من بلد عربي .

فهذا الرئيس السوري وجيشه الباسل المقاوم مازال صامدا ومقاوما ولكن ليس لاسترداد الجولان المحتلة منذ حزيران 67م وانما لقتل الشعب السوري ولتدمير مقدراته ودولته وحتى احلامه وتطلعاته في التغيير والحرية والمواطنة وغيرها من الآمال الثورية الجميلة التي اصطدمت بنظام قمعي استبدادي لا يجد غضاضة في هلاك شعبه وفي فعل ما لم تجرؤ عليه الفاشية والنازية والصهيونية .

وذاك الزعيم الحامل للواء العروبة " القذافي " الذي وجه كتائبه وميليشياته ضدا لإرادة شعبه فكانت الحصيلة قرابين مزهقة تجاوزت خمسين الفا وثلاثة اضعافهم جرحى ومعاقين ومنكوبين هذا فضلا عن مليارات الدولارات التي تم اهدارها عبثا ولمجرد اشباع نزوة ديكتاتور متسلط .

وذاك مبارك وبن علي وصالح ، فثلاثتهم لم يجدوا حرجا في توجيه اسلحة الجيش والامن الى الشباب الثائر الاعزل المتظاهر في الشارع فكانت الحصيلة قتلى وجرحى ومعاقين بالألاف علاوة على ما تكبدته اوطانهم من خسائر فادحة ومكلفة .

يا صباح ويا عربي قلوبنا تنزف حرقة ووجعا ، ومع ما يعتصرنا من الم وحزن يقينا انكم ستنتصرون على هذا العدوان الغاشم ، قوتكم كامنة في عدالة قضيتكم وفي صمودكم بوجه العدوان الظالم . لا تنتظروا نصرة وموقفا من حاكم عربي أيا كان شكله وخطابه ، فكل هؤلاء الذين تدعونهم وتسخطون عليهم هم في الحقيقة قتلة وفظائعهم في اوطانهم لهي اب

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء