اليمنيون وخيار الضرورة إنهاك مُستمر

19 - أكتوبر - 2014 , الأحد 05:01 مسائا
3633 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاحمد الضحياني ⇐ اليمنيون وخيار الضرورة إنهاك مُستمر

احمد الضحياني
كتب/احمد الضحياني
لم يفارق حياتنا لحظة واحدة.. نتخذه دائما ً ذريعة لتبرير حال ادائنا.. انه خيار "الضرورة" المولود التوئم للانسان اليمني، دوافعه الاساسية غريزيتين مواجهة غريزة الخوف ومواجهة غريزة الجوع.
اضافة الى الدوافع الثانوية النابعة من "الانا" والمحيط الخارجي.
المثقف المتميز والشاب الوسيم ذا المؤهل العالي يتزوج بتلك القروية الامية كخيار الضرورة.. والطالبة الجامعية تتزوج ابن عمها الامي تحت ضغط صلة القرابة خيار الضرورة أيضاً.
نموذجان لخيار الضرورة في المجال الاجتماعي فيهما من التناقض الكثير، الذي يؤثر على مسار العلاقة العقدية والاجتماعية للزواج في المستوى(المعرفي ،التعليمي ،المهاري)لكلا الطرفين.

أحدهم كان يريد ان يلتحق بكلية الطب لكن ظروف قاهرة حالت دون ذلك، فالتحق بالتربية واصبح استاذّ لكنه غير مقتنعاً بذلك .. فتناثرت مشكلاته وهو على مشارف أزمة نفسية .. تميزه القدراتي والمهاري في واد وتخصصه في واد اخر وكلها خيار الضرورة.
في المجال السياسي قبلنا بالتسوية السياسية (المبادرة الخليجية )كخيار الضرورة ومُنحت الحصانة للمخلوع صالح وغُض الطرف عن ممارسته العمل السياسي "للضرورة".
تم استهداف المصادر الحيوية للدولة بضرب ابراج الكهرباء وتفجير انابيب النفط من قبل جهات لها علاقة بالمخلوع صالح فتحفظت الحكومة عن كشف تلك الجهات وتقديمها للعدالة كخيار الضرورة للحفاظ على ما تبقى من دولة مواردها تهدر على مدار الساعة اما عبر فاسدين في سُلم الهرم الاداري والاستثماري في الدولة او عبر مخربين ومافيا الحروب والازمات.
تم استهداف معاقل الدولة في صنعاء مهاجمة وزارة الدفاع اواخر ديسمبر الماضي وسقط الضحايا من العسكريين والمرضى والاطباء في مستشفى العرضي ،وهي حادثة عدها كثير من المراقبين محاولة انقلاب.. لكنها مشت برداً وسلاماً دون تحقيق شفاف ومحاكمة عادلة للمتورطين او كشف ذلك للرأي العام .. ظل الخونة و المتآمرين على كراسيهم في وزارة الدفاع يواصلون المهمة نفسها.. لان خيار لضرورة يقتضي انجاح مؤتمر الحوار الوطني .. و يا دار ما دخلك شر.
دخلوا مؤتمر الحوار الوطني للضرورة واتفقوا على خيار الاقاليم للضرورة ووقعوا على الوثيقة النهائية لمخرجاته للضرورة.
اتخذ الرئيس هادي "الجرعة "للضرورة لمواجهة انهيار الدولة.. لينكشف القناع بانه قرار ضمن المؤامرة لعملية انقلاب مسلحة آجله دون ان يسقط النظام.
حاصرت جماعة الحوثيين المسلحة بالتعاون مع مسلحي علي عبدالله صالح صنعاء.. وللضرورة يشكل الرئيس هادي لجنة للتفاوض مع زعيم الحوثيين، يُفجرون الوضع عسكريا شمال وجنوب صنعاء ،يهاجمون التلفزيون ومن ثمّ يستولون عليه او بالأحرى يتسلمونه بموجب اوامر وزير الدفاع.
للضرورة بن عمر يذهب الى السيد عبدالملك الحوثي في صعدة يبدئ مفاوضات من نقطة الصفر ،مليشيات الحوثي تهاجم عسكريا المواطنين في قرية "القابل" بهمدان ،وينفذون كمين مسلح لمدرعات عسكرية في شملان اودت بحياة قائد عسكري وعشرات الجنود ،ويوسعون رقعة معاركهم لشارع الثلاثين ،وهادي يعد بخطة محكمة لدحر الحوثيين لكنها "للضرورة"
وللضرورة يمكث بن عمر في صعدة ثلاثة ايام في ضيافة السيد.. بس للضرورة يخون وزير الدفاع والاركان واجبهم وشرفهم العسكري ويصدرون اوامر لكتيبة التلفزيون بالتسليم لمليشيات الحوثي.. فتُقصف المنطقة العسكرية السادسة (الفرقة الاولى المدرع سابقاً)من مواقع عطان ونُقم والصباحة العسكرية.. وتدخل مليشيات الحوثي ومسلحي علي عبدالله صالح لتنفيذ المهمة.. فتم تسليمهم مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بما فيها وزارة الدفاع وتلتها مؤسسات الدولة الاخرى ،طبعاً للضرورة!!
وللضرورة يعود بن عمر من صعدة الى صنعاء بعد توفير الوقت اللازم للحوثيين ،وللضرورة يوقعهم بكسر القاف بن عمر للتوقيع على اتفاق (التسليم والشراكة)غطاءً سياسي لإسقاط صنعاء بيد الحوثيين.. وللضرورة عملية انقلاب مسلحة دون ان يسقط النظام.
هذا خيار الضرورة لدى المجتمع اليمني على مستوى المجتمع والدولة. .فهل عرفتم كيف يتم استخدامه وتوظيفه وكيف يتم جر الناس اليه؟

احمد الضحياني صديقي المناضل الشهيد زكي السقلدي عرفتك مناضلا صادقا شجاعا.. لا تخاف في قول الحق لومة لائم.. باستشهادك.. فقدت اليمن عموما والضالع والجنوب خصوصا.. قامة وطنية كبيرة.. فقدوا ابرز قادة النضال السياسي السلمي.. ابرز دعاة الشراكة والتحالفات »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات