في تعز عملية قذرة كمحاولة لاغتيال أمل الناس

19 - نوفمبر - 2014 , الأربعاء 12:58 مسائا
3726 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةأحمد عثمان ⇐ في تعز عملية قذرة كمحاولة لاغتيال أمل الناس

أحمد عثمان
عندما تفجع الشعوب بأبنائها الطيبين تلمع لوامع النور من بين اكوام الفجيعة تضيء الطريق ويرى نهاية النفق وحقيقة النصر خاصة عندما يكون هؤلاء المغيبون بالغدر والاغتيال من حملة غصن الزيتون ومن المسلحين بحب الناس والحرص على المجتمع وسلامته.
كان الأستاذ الشهيد صادق منصور جزءاً من تركيبة تعز الثورة والتغيير، تعز الوئام والانسجام وقوة السلم التي ظهرت بقوة وجنبت تعز ويلات الحروب وهو ما أزعج أعداءها الذين يحاولون جرحها بأي وسيلة كانت ... صادق منصور من العظماء الذين يرتدون ثوب البساطة في كل احواله التي لاتعرف الاستعراض ولا الوجل ولا المرافقين، شخصية تعرف بالمثابرة والتفاني والبعد عن الأضواء والضجيج ... لا تعرف اليأس ولا التوقف، يصول ويجول بين مكونات وأحزاب تعز وقواها والمسؤولين المحليين من كل الأطياف من أجل جمع كلمة أبناء تعز، و كان من أهم من عملوا لتجنيب تعز الفتنة الأخيرة وكان يعتبر ذلك مشروعه الوطني وهو كذلك.
لقد استهدفوا السلم والسلام والتوافق الايجابي باغتيالهم الأستاذ صادق منصور بتلك العملية القذرة التي أودت بحياته أمس الثلاثاء وفجعت معها تعز بإنسانها وأطيافها وسهلها وجبالها, لقد شعر الجميع أن الطعنة وجهت للوفاق بغية خلط الأوراق وإحداث ثقب في جدار تعز التي صاحت بكلمة واحدة نحن مجتمع واحد ومع اختلافنا نسيج واحد ...وبهذه الكلمة تفردت تعز وكان الشهيد من الكوكبة القيادية مع قيادة الأحزاب والسلطة المحلية الذي كان شعارهم كلنا تعز ومن هنا من تعز الوحدة السلمية ننطلق إلى اليمن الأمن كنموذج للتعايش والحرص على روابط الدم والوطن ووشائج القربى والماء والعيش والملح .. هذا أول اغتيال سياسي لقيادة سياسية بهذا الحجم في تعز، فتعز لم تعرف الاغتيالات السياسية ولا الثارات حتى في أوج القلاقل والمحن, فالغدر لا مكان له والعنف لا مستقر له في هذه المحافظة التي تتحارب عندما تتحارب بالكلمات وتتعانق عند الملمات وتنام وعينها على سلامة اليمن .
هناك اغتيالات هي أقل من أصابع اليد الواحدة في تعز منذ عقود إن لم تخني الذاكرة، فهذا الاغتيال الثالث بعد اغتيال الشهيدين محمد علي عثمان وأحمد سيف الشرجبي في سبعينيات القرن الماضي .
الاغتيال اختار تعز المكان وصادق منصور الشخصية والتوقيت من أجل خلط الأوراق في اليمن من تعز هذه المرة بعد ما فشلت كل الأوراق لجر تعز إلى مربع الحرب الأهلية ونجحت بكل أطيافها بالتصدي لكل تداعيات ما يجري من مؤامرة على اليمن وسلمها الاجتماعي .. باعتقادي أن القتلة الذين سيكشفون قريباً وسينالون عقابهم سيفشلون فشلاً ذريعاً في تحقيق أهداف الجريمة وعلى أبناء تعز أن يشدوا من العزم والالتحام ويتلقوا الرسالة جيداً، فهي رسالة سوداء تستهدف المحافظة وخطها السلمي وتماسكها المتفرد وانتقاماً من هذه المحافظة المحورية وأبنائها التي قتلتهم بالوحدة والاتفاق على حماية إبجديات السلم، فاستعصوا على الانزلاق في بحر الدماء والفتنة لتبقى وكأنها تحتفظ بنواة الدولة وأمانة الحفاظ على روح الأخوة ...قبل أيام و في لقاء ضم المحافظ وقيادة السلطة المحلية والسياسية والأمنية في المحافظة، كان الشهيد صادق منصور يصرخ : مستعدون أن نتخلى عن كل شيء خاص ونضع كل الانتماءات الصغيرة تحت إقدامنا من أجل الحفاظ على أمن المحافظة ونسيجها لأنها حفظ لكل الوطن وما بقي من أمل الناس.
إن استهداف الشهيد صادق منصور في هذا التوقيت هو محاولة قذرة لاغتيال أمن وما تبقى من أمل الناس في هذه المحافظة وفي اليمن عموماً.
الشهداء هم مشاعل لتجديد عزم الشعوب ومشاعل ضوء عندما تتراكم ظلمات وحقارة أعداء الأوطان.
[email protected]

الزنداني انتقل الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى رحمة الله بعد حياة حافلة بالعطاء لقد كانت بحق حياة مثيرة ومتميزة بشهادة المتفق معه و المختلف ولا يختلف اثنان على التأثير الكبير الذي كان لشخصية الشيخ الزنداني منذ ان كان شابا يافعا رفيقا لكبار »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات