نصيحة.. بالقتل!

20 - نوفمبر - 2014 , الخميس 08:30 مسائا
3205 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةنـاصـر يـحـيى ⇐ نصيحة.. بالقتل!

نـاصـر يـحـيى
باغتيال القيادي الإصلاحي في تعز صادق منصور سوف تبرد الآن قلوب وأقلام صحفيين طالما كانت تبدي استغرابها من عدم تعرض القيادات الإصلاحية لأي عمليات اغتيال ناجحة أو فاشلة! ومع أن هذا الكلام ليس صحيحاً بالمطلق، وكذلك هناك أحزاب كثيرة لم يتعرض كوادرها لجرائم الاغتيال.. إلا أنه لا يمكن أن يكون من باب الغبطة والحب إن لم نقل الحسد!

لا نريد أن نسمي الجهات التي ينتمي إليها أصحاب تلك الأصوات؛ لكيلا يقال إننا نوجه الاتهامات قبل الشروع في التحقيقات، ونلقي مسؤولية الجريمة على عاتق المشار إليهم بأنهم كانوا يبدون كمرشدين ومحرضين لمرتكبي الجرائم ألا ينسوا حظ الإصلاحيين من.. مخططاتهم في القتل!

فلا نامت أعين الجبناء القتلة.. ولا بردت قلوب المحرضين!

البتن في.. المريخ!

فجرت الهند قنبلة حضارية بنجاحها بإرسال مركبة فضائية إلى كوكب المريخ في إعلان غير مباشر أن زمن احتكار الدول الكبرى للفضاء قد انتهى! لكن الأشد تأثيراً في قصة النجاح هذه أن العملية كلها تكلفت فقط 79 مليون دولار في الوقت التي تتكلف فيه الرحلات الأمريكية المشابهة قرابة 500 مليون دولار، ويقال إن هذا هو الذي أثار امتعاض الأميركيين كما ظهر في رسم كاريكاتوري عنصري ساخر من الهنود نشرته إحدى الصحف الأمريكية الكبرى!

قطعاً لا يعني ما سبق أن هناك بالضرورة عملية فساد كبيرة في مشاريع الفضاء الأمريكية؛ فمهما تكن النية في الفساد إلا أنه لا يمكن أن يصل إلى مستوى ما يحدث في العالم المتخلف المنخور بالفساد والاستبداد وبهيئات.. مكافحة الفساد المتنوعة الأسماء المشلولة الفعالية، والتي صارت إحدى مسببات اليأس من إمكانية مواجهة الفساد فضلاً عن القضاء عليه!

وفي هذا السياق تحضرني طرفة أن مسؤولاً عربياً زار واشنطن، وأثناء اجتماعه بنظيره الأمريكي طلب منه أن يعلمه الطريقة التي يستطيعون بها ممارسة الفساد مع وجود الصحافة الحرة ذات النفوذ القوي، وذلك التوازن بين السلطات الذي لا يسمح لأحد أن يفلت بجرائمه؟ فرد عليه المسؤول الأمريكي شارحاً طريقتهم بمثال عملي؛ إذ أخذه إلى النافذة وأشار إلى مبنى ضخم أمامه، وقال له:

- هل ترى هذا المبنى الهائل؟ قيمته 50 مليون دولار ونحن بنيناه بـ 51 مليون دولار.. عليك نور.. فهمت اللعبة؟

وبعد فترة زار المسؤول الأمريكي إياه صديقه المسؤول العربي في بلده، وأثناء حديثهما سأله بدوره عن كيف استفاد من نصيحته حول ممارسة الفساد بطريقة ذكية؛ فأخذه بدوره إلى النافذة وأشار إلى ما أمامه قائلاً:

- هل ترى هذا المبنى الكبير الذي أمامنا؟ فرد الأمريكي مندهشاً:

- أي مبنى؟ لا يوجد أمامنا إلا صحراء قاحلة! فرد عليه المسؤول العربي:

- عليك نور.. هذا المشروع كلفنا 100 مليون دولار!

بانتظار توضيحات هيئة مكافحة الفساد!

أخشى ما نخشاه أن يمر التقرير المرعب الذي نشرته "المصدر" الأحد الماضي عن بعض مظاهر الاختلالات في مكافحة الفساد بهدوء ودون أن يثير ردود فعل رسمية ولا شعبية ولا حزبية (بحكم وجود ممثلين لبعض الأحزاب أكسبها رضاها وسكوتها!).. ونخشى كذلك ألا تجد الهيئة أن ما نشر بحقها من اتهامات لا يستحق الرد فضلاً عن أن يستقيل المتهمون حتى تحقق لجنة مستقلة في صحة تلك الاتهامات من عدمها!

المواطنون على يقين أن الدولة نجحت في إجهاض مشروع هيئة مكافحة الفساد منذ البداية.. وعند تشكيل اللجنة الجديدة نالها كثير من النقد والتشكيك في شرعيتها وسلامة تشكيلها دون أن يتمعر وجه مسؤول فيها.. أو يستقيل واحد من مسؤوليها كما حدث مع اللجنة السابقة!

في الماضي أطلق المواطنون على اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد وصفاً ساخراً بأنها "لجنة مكافأة الفساد".. وإذا صحت الاتهامات الأخيرة فسيغدو الوصف متخلفاً جداً لصالح وصفها بأنها: لجنة.. شرعنة الفساد!

عبيد الخزانة.. الخاصة!

لا نعرف خسارة الوطن والشعب من بطالة بعض رموز النظام السابق إلا عندما نقرأ تعليقاتهم وتغريداتهم التي يبدون فيها وكأنهم من بقايا السلف الصالح! فواحد منهم يعلن أسفه لغياب الوطن في أولويات الأحزاب.. وثانٍ يتهم خصومهم بأنهم عبيد الخزانة العامة.. وثالت يبكي على الاقتصاد المدمر والأمن المفقود، وسوء الحالة الاجتماعية وانتشار الفقر.. ورابع يندد بقصور خدمات المياه النقية، والكهرباء، والصرف الصحي، وتدهور مستوى التعليم والصحة! وخامس إعلامي يستغرب التحريض والمكايدات الإعلامية ونشر الأخبار الكاذبة!

والحمد لله أن اليمنيين لم يفقدوا ذاكرتهم بعد وإلا لهرعوا إلى السبعين ليعتصموا فيه حتى يعود النظام السابق بمنجزاته ولو.. صرفه الصحي فقط!

سقطرى.. فقط؟

جاء في الأخبار إن جزيرة سقطرى اختيرت لتكون ضمن أغرب الأماكن على سطح الأرض!

يبدو أن الذين زاروا الجزيرة وأعجبوا بها لم يمروا بصنعاء ولا رأوا ما فيها؛ وإلا لاختاروها لتكون الأكثر غرابة سياسياً في.. الكون وليس في الأرض فقط!

[1] أعلم أن نشر الآراء والأخبار والتوقعات الصحفية عندنا في اليمن –كما هو حال بلدان عديدة أبرزها: مصر- عملية من عمليات مناطق السوق الحرة: ليس عليها جمارك، ولا ضرائب، ولا واجبات، ولا رقابة حقيقية على الجودة! لكن أن يصل الأمر إلى الحديث »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء