أمريكا وسياسة احتواء إيران... هل انتهت اللعبةِ؟

23 - نوفمبر - 2014 , الأحد 05:42 مسائا
3275 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعبد السلام محمد ⇐ أمريكا وسياسة احتواء إيران... هل انتهت اللعبةِ؟

عبد السلام محمد
أمريكا وسياسة احتواء إيران... هل انتهت اللعبةِ؟
عبد السلام محمد
لا تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية جمهورية إيران الإسلامية عدوا استراتيجيا، لكن ليس الى حد امتلاك القنبلة النووية، وما يمنعها من توجيه أية ضربة عسكرية هو أنها ترى أن التفاهمات تحقق لها مصلحة اكبر.
قبل الربيع العربي كانت واشنطن ترى أن التفاهم مع طهران له عشر ميزات، ولكن يبدو أن هذه النقاط تتساقط يوما بعد يوم، ما يجعل المؤشرات تقول أن هناك سيناريوهين للعلاقات الأمريكية الإيرانية المستقبلية، وهو إما قبول أمريكا التراجع من منطقة الشرق الأوسط وترك التأثير الأقوى لإيران وروسيا ، وإما أنها تعيد صياغة تحالف جديد لمواجهة المد الإيراني والروسي بطرق مختلفة.
وهنا نستعرض الميزات العشر لاحتواء واشنطن لطهران، ولماذا أصبحت جزء من الماضي في ظل توجه إيراني لاستعادة النفوذ الروسي.
الأولى : ضمان السلام الطويل في العراق، وتأثيرها على سوريا ، والحاصل الآن أن إيران بعد عقد من سيطرتها على العراق، ومغامرتها في مواجهة الشعب السوري سلمت البلدين للفوضى والعنف ولسيطرة أكبر جماعة مسلحة عابرة للحدود وهو تنظيم الدولة الإسلامية.
الثانية: بسط الاستقرار في أفغانستان، والواقع يقول أن أفغانستان لم تشهد استقرارا منذ 2003 وهو العام الذي احتل الأمريكان كابول بدعم إيراني، وهناك محللين يرون أن أمريكا لا تريد تكرار تجربة العراق في أفغانستان وتنسحب لتسلم البلد لحلفاء إيران، ما جعلها تدخل تركيا في المساهمة الاقتصادية وتسحب البساط من حلفاء ايران الذي مثلهم المرشح الرئاسي الخاسر عبد الله عبد الله.
الثالثة والرابعة : إستقرار ايران يجعلها لا تهدد اسرائيل، وايران تستطيع كبح جماح حماس والجهاد وحزب الله وهذا يساعد على الاستقرار في وفلسطين ولبنان، ولكن حالة فلسطين الآن ولبنان غير مستقرة، وحماس سحبت البساط على حزب الله في تمثيل المقاومة و انتصرت في معركتين مع إسرائيل بدون دعم إيران وحزب الله الذي دخل في معركة إرهاق واستنزاف في سوريا.
الخامسة: التفاهم مع ايران يحسن العلاقات مع العالم الاسلامي، ولكن بعد تصدر إيران لمشهد الفوضى والعنف والركوب فوق ظهر الثورات المضادة هناك احتقان وكراهية واضحة في أوساط شعوب المنطقة.
السادسة: لإيران وأمريكا عدو مشترك هي القاعدة، وإيران هنا لم تستطع حمل ملف مكافحة الارهاب بالشكل المطلوب لأنها تعاملت بضيق طائفي جعل الأماكن التي تتمدد فيها الأكثر تواجدا للقاعدة وقوتها.
السابعة والثامنة والتاسعة : حتى لا تتقارب إيران مع روسيا وتدخلها في المنطقة، وحتى لا تعطيها استثمارات النفط والغاز الذي تمتلك ايران 7% من احتياطي العالم من النفط و16% من احتياطي الغاز، وحتى يعطي فرصة للشركات الأمريكية وليست الروسية بالاستثمار في تحديث البنية النفطية المهترئة، وهذه النقاط سقطت مع توقيع تحالف إيراني روسي للتمدد في المنطقة تحت غطاء مكافحة الارهاب في سوريا والعراق وفي إعطاء الروس الاستثمار في صيانة البنى التحتية للنفط، وإلى جانب اكتشاف احتياطات النفط الصخري لدى الأمريكيين وأخيرا تراجع أسعار النفط العالمية.
تبقى فقط النقطة العاشرة وهي أن التقارب سيقلل من الخطر النووي الايراني، واختبار هذه النقطة يتم في المباحثات الجارية التي يبدو أن الطرفين سيقدمان تنازلات ويوقعان اتفاقا يرحل بعض القضايا الكبيرة.
إذن ما يحدد مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية هو مدى قبول أمريكا بتمدد الروس وتراجعها في المنطقة ، ومدى قوة الأوراق الإيرانية وانعدام التأثير الأمريكي فيها، ومدى التقارب الأمريكي التركي ومدى النفوذ والتأثير الحالي للأتراك على المنطقة، وإمكانية احداث تقارب بين محوري تركيا والسعودية .
ستلعب استراتيجية الخليج في الفترة القادمة في المنطقة دورا مساعدا لإضعاف إيران أو دورا داعما لنفوذ إيران وهو ما تحدده تحالفات محور الخليج وقربه من محور تركيا أو محور إيران.
ستكون الصدمة كبيرة إذا لم تكن هناك استراتيجية للخليجيين الآن أو تصب استراتيجيتهم في مصلحة التحالف الروسي الإيراني سواء بشكل مباشر كاتفاقات أو من خلال الانشغال بضرب ما يعتقدونه أنه العدو الأول الذي يتمثل في الربيع العربي وقواه الاسلامية.
وستتشكل المنطقة في النهاية .... فإما قد حان موعد غياب الامبراطورية الإيرانية ، أو حان حضور سيطرة إيرانية قد تؤدي إلى تفكيك الخليج ، والخياران أضحيان مسألة وقت بعد تمكن إيران من تغطية فراغ الثورات والثورات المضادة في المنطقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• مقتطفات من الجزء الثاني لدراسة مستقبل المنطقة ( إيران المرهقة).
عبد السلام محمد
لا تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية جمهورية إيران الإسلامية عدوا استراتيجيا، لكن ليس الى حد امتلاك القنبلة النووية، وما يمنعها من توجيه أية ضربة عسكرية هو أنها ترى أن التفاهمات تحقق لها مصلحة اكبر.
قبل الربيع العربي كانت واشنطن ترى أن التفاهم مع طهران له عشر ميزات، ولكن يبدو أن هذه النقاط تتساقط يوما بعد يوم، ما يجعل المؤشرات تقول أن هناك سيناريوهين للعلاقات الأمريكية الإيرانية المستقبلية، وهو إما قبول أمريكا التراجع من منطقة الشرق الأوسط وترك التأثير الأقوى لإيران وروسيا ، وإما أنها تعيد صياغة تحالف جديد لمواجهة المد الإيراني والروسي بطرق مختلفة.
وهنا نستعرض الميزات العشر لاحتواء واشنطن لطهران، ولماذا أصبحت جزء من الماضي في ظل توجه إيراني لاستعادة النفوذ الروسي.
الأولى : ضمان السلام الطويل في العراق، وتأثيرها على سوريا ، والحاصل الآن أن إيران بعد عقد من سيطرتها على العراق، ومغامرتها في مواجهة الشعب السوري سلمت البلدين للفوضى والعنف ولسيطرة أكبر جماعة مسلحة عابرة للحدود وهو تنظيم الدولة الإسلامية.
الثانية: بسط الاستقرار في أفغانستان، والواقع يقول أن أفغانستان لم تشهد استقرارا منذ 2003 وهو العام الذي احتل الأمريكان كابول بدعم إيراني، وهناك محللين يرون أن أمريكا لا تريد تكرار تجربة العراق في أفغانستان وتنسحب لتسلم البلد لحلفاء إيران، ما جعلها تدخل تركيا في المساهمة الاقتصادية وتسحب البساط من حلفاء ايران الذي مثلهم المرشح الرئاسي الخاسر عبد الله عبد الله.
الثالثة والرابعة : إستقرار ايران يجعلها لا تهدد اسرائيل، وايران تستطيع كبح جماح حماس والجهاد وحزب الله وهذا يساعد على الاستقرار في وفلسطين ولبنان، ولكن حالة فلسطين الآن ولبنان غير مستقرة، وحماس سحبت البساط على حزب الله في تمثيل المقاومة و انتصرت في معركتين مع إسرائيل بدون دعم إيران وحزب الله الذي دخل في معركة إرهاق واستنزاف في سوريا.
الخامسة: التفاهم مع ايران يحسن العلاقات مع العالم الاسلامي، ولكن بعد تصدر إيران لمشهد الفوضى والعنف والركوب فوق ظهر الثورات المضادة هناك احتقان وكراهية واضحة في أوساط شعوب المنطقة.
السادسة: لإيران وأمريكا عدو مشترك هي القاعدة، وإيران هنا لم تستطع حمل ملف مكافحة الارهاب بالشكل المطلوب لأنها تعاملت بضيق طائفي جعل الأماكن التي تتمدد فيها الأكثر تواجدا للقاعدة وقوتها.
السابعة والثامنة والتاسعة : حتى لا تتقارب إيران مع روسيا وتدخلها في المنطقة، وحتى لا تعطيها استثمارات النفط والغاز الذي تمتلك ايران 7% من احتياطي العالم من النفط و16% من احتياطي الغاز، وحتى يعطي فرصة للشركات الأمريكية وليست الروسية بالاستثمار في تحديث البنية النفطية المهترئة، وهذه النقاط سقطت مع توقيع تحالف إيراني روسي للتمدد في المنطقة تحت غطاء مكافحة الارهاب في سوريا والعراق وفي إعطاء الروس الاستثمار في صيانة البنى التحتية للنفط، وإلى جانب اكتشاف احتياطات النفط الصخري لدى الأمريكيين وأخيرا تراجع أسعار النفط العالمية.
تبقى فقط النقطة العاشرة وهي أن التقارب سيقلل من الخطر النووي الايراني، واختبار هذه النقطة يتم في المباحثات الجارية التي يبدو أن الطرفين سيقدمان تنازلات ويوقعان اتفاقا يرحل بعض القضايا الكبيرة.
إذن ما يحدد مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية هو مدى قبول أمريكا بتمدد الروس وتراجعها في المنطقة ، ومدى قوة الأوراق الإيرانية وانعدام التأثير الأمريكي فيها، ومدى التقارب الأمريكي التركي ومدى النفوذ والتأثير الحالي للأتراك على المنطقة، وإمكانية احداث تقارب بين محوري تركيا والسعودية .
ستلعب استراتيجية الخليج في الفترة القادمة في المنطقة دورا مساعدا لإضعاف إيران أو دورا داعما لنفوذ إيران وهو ما تحدده تحالفات محور الخليج وقربه من محور تركيا أو محور إيران.
ستكون الصدمة كبيرة إذا لم تكن هناك استراتيجية للخليجيين الآن أو تصب استراتيجيتهم في مصلحة التحالف الروسي الإيراني سواء بشكل مباشر كاتفاقات أو من خلال الانشغال بضرب ما يعتقدونه أنه العدو الأول الذي يتمثل في الربيع العربي وقواه الاسلامية.
وستتشكل المنطقة في النهاية .... فإما قد حان موعد غياب الامبراطورية الإيرانية ، أو حان حضور سيطرة إيرانية قد تؤدي إلى تفكيك الخليج ، والخياران أضحيان مسألة وقت بعد تمكن إيران من تغطية فراغ الثورات والثورات المضادة في المنطقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• مقتطفات من الجزء الثاني لدراسة مستقبل المنطقة ( إيران المرهقة).

مصطلح (أزمة الربيع العربي كارثة متوحشة) الذي يستخدمه الزميل سام الغباري يكشف عن قصور في فهم الأحداث..!! يكفي #الربيع_العربي انه كشف واقع تغلغل إيران في المنطقة... من يصدق أن قوات النخبة في اليمن وقيادات حزب المؤتمر وعلى رأسهم صالح وقادة في الدولة »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء