عن تصريحات السفير الأمريكي

09 - ديسمبر - 2014 , الثلاثاء 06:27 مسائا
3124 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعبد السلام محمد ⇐ عن تصريحات السفير الأمريكي

عبد السلام محمد
تصريحات السفير الأمريكي ضد الحوثيين اليوم اقصى وصف لها أنها ( غير ناعمة) ، ولا يمكن استخدام حتى كلمة (الحادة) معها، لأن الحدة لا تتناسق مع الموقف الأمريكي المتساهل إن لم يكن المتماهي مع ما يقوم الحوثيون به على الأرض.


هذه التصريحات لم تأت من حالة نقد حقيقي وعملي من قبل واشنطن لسياسة الحوثيين ، ولكنها جاءت كنفي غير مباشر عن علاقة الحوثيين بملف مكافحة الإرهاب، وجاءت كنتيجة مخاوف حقيقية على مستقبل برنامج مكافحة الإرهاب الذي تعرض لعدة ضربات في عملية واحدة ويجب التبرير لها.


1- مبررات ( الفشل) : إن الفشل المعلوماتي والاستخباراتي والميداني في تحرير الرهائن له تبعات قانونية واخلاقية على البنتاجون وأجهزة الاستخبارات والرئيس أوباما، وتبعاته أكثر في حال أن هذا الفشل كان كنتيجة لاعتمادهم أو تنسيقهم المباشر مع الميلشيات الحوثية، ولذا فتصريح السفير يبرر الفشل بالتأكيد على أن العملية كانت صعبة ومعقدة وخطرة وتمت مع الدولة اليمنية وقوات مكافحة الارهاب وليست الميلشيات!


2- مبررات الانكشاف ( القانوني): إذا كان هناك جدل حقوقي وقانوني على المستويين الدولي والمحلي حول مدى قانونية الضربات الجوية بطائرات بدون طيار ، ولو بموافقة الحكومة اليمنية والرئيس هادي أو وفق الشراكة الأمريكية اليمنية لمكافحة الإرهاب ، فما بالكم بنزول قوات خاصة أمريكية على الأرض لتنفيذ مهمة عسكرية أمنية والذي سيتعدى كونه اختراقا قانونيا وانتهاكا فاضحا لسيادة الدولة الشريكة، إلى اعتبار هذه الدولة الشريكة في شبه المنعدم، ومن هنا جاء تصريح السفير الأمريكي مركزا على دعمه للدولة كتغطية على الأداء العكسي على الأرض المهمش للدولة اليمنية !
3
- مبررات الانكشاف ( المجتمعي): ضغط الرأي العام اليمني في ربط مكافحة الارهاب بالتعاون الأمريكي مع الميلشيات الحوثية أشعر الأمريكيين بنوع من الخطر المستقبلي على هذا البرنامج الذي سيفقد ما تبقى من حاضنة شعبية له باعتباره جزء من الممارسات اليومية لعدوانية الحوثيين والتي يجب مقاومتهان وهو ما سيخلق مقاومة شعبية ضده!

ولذا فقد حاول السفير الأمريكي أن ينفي أي علاقة بالحوثيين في التنسيق القائم مع الدولة اليمنية لمكافحة الإرهاب من جهة، ومن جهة أخرى أراد أن يشغل اليمنيين بانتقادات سفارته للحوثيين ، بدلا من الحديث عن العملية الفاشلة والمنتهكة لاتفاقية الشراكة ، ومن جهة ثالثة إثبات موقف قانوني واخلاقي للأمريكيين وشركائهم الأوربيين والخليجيين أن العملية تمت في إطار التعامل مع الدولة وليست مع ميلشيات الحوثي.


وسواء نفذ الأمريكيون هذه العملية بالشراكة مع الحوثيين أم لا، إلا أن التنسيق أو الإطلاع المسبق من الحوثيين عليها لا يستطيع نفيه، لأن هناك عمليات لطائرات امريكية بدون طيار سابقة رجحت كفة الحوثيين حين استخدمت في إطار جغرافي محدود يشهد صراعا وحربا بين لحوثيين وخصومهم.

خلاصة الموضوع : فشل العملية النوعية للأمريكيين في إطار مكافحة الإرهاب، هي نتيجة طبيعية لحالة الاختراق الذي تشهده أدوات الدولة اليمنية العسكرية والأمنية والمخابراتية والمدنية من قبل الحوثيين، والتي ستؤدي حتما لاختراق معاكس من جهات يربطها حالة انتقام ضد الحوثيين .


وبالتالي فإن مستقبل مكافحة الارهاب في اليمن أصبح مرهونا بوطنية الدولة، ولم يعد لنظرية التعاون مع تيارات أيدلوجية مناقضة لفكر القاعدة اي مستقبل لانجاح مكافحة الإرهاب، والعراق مثال صارخ كيف نشات الدولة الغسلامية اهم وأخطر واقوى عدو للأمريكان من رحم الفوضى الميلشاوية التي سلم لها حكم العراق فبادرت في تغيير الديموغرافيا تحت غطاء مكافحة الإرهاب!!

من صفحة الكاتب على فيسبوك

مصطلح (أزمة الربيع العربي كارثة متوحشة) الذي يستخدمه الزميل سام الغباري يكشف عن قصور في فهم الأحداث..!! يكفي #الربيع_العربي انه كشف واقع تغلغل إيران في المنطقة... من يصدق أن قوات النخبة في اليمن وقيادات حزب المؤتمر وعلى رأسهم صالح وقادة في الدولة »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات