انقلاب بتوقيت واشنطن

22 - ديسمبر - 2014 , الإثنين 06:38 مسائا
3436 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعبدالخالق عطشان ⇐ انقلاب بتوقيت واشنطن

عبدالخالق عطشان
التخطيط الخارجي أصحابه لا يَكِلون ولا يملون يتقدمون لتنفيذ مخططاتهم وفق حسابات احداثية هندسية دقيقة ليس لهم من غاية إلا تحقيق مصالحهم والتي ينالونها بأقل الخسائر وفق مراحل زمنية لا يتعدون أي مرحلة إلا بعد تحقيق أهداف المرحلة السابقة والتي هي أساس وطريق للمرحلة التي تليها .

كان بالإمكان ان يُحافظ الخارج على الرئيس السابق صالح وأن تظل رعايتهم له بل وتزداد لولا الظروف والاحداث الإقليمية في 2011م والتي تنبه لها أولئك وعلموا أنه لا بد من الانتقال السريع والمتقن للبحث عن بديل فكانت المبادرة الخليجية والتي أنهت عقد عمل مع صالح والذي لم يكن محدودا بزمن بقدر ماكان مرهونا بتحقيق أهدافهم والمحافظة على مصالحهم حتى ولو طال بقاء صالح في الحكم نصف قرن .

لم يكن بعيدا عن القوى الخارجية وخاصة أمريكا الدعم اللازم والكافي للإطاحة بصالح وبدلا من توقيع المبادرة الخليجية يكون تنصيب هادي رئيسا حينها وطي كل قوى الداخل تحت ابطها للموافقة بهادي ، لكن تم طباخة الحالة اليمنية على نار هادئة جدا وظلت أمريكا تنفخ في تلك النار عبر قوى شقيقة تحسبها هي المؤثرة فعلا بينما هي أشبه ما تكون بأجير مرتهن يعمل بلا ثمن .

في 21 سبتمبر 2014 أيضا كان بمقدور الخارج أن يكمل مهمته ويكمل الركن الأخير للانقلاب وهو الإطاحة برأس الدولة هادي غير أن أمريكا وصويحباتها كانت تدرك أن مازال لها في هادي مآرب أخرى فبعد تفعيله في تقليم أهم مفردات القوة لأهم خصومها (الاصلاح) وهي القوة القبلية والعسكرية ووضعه –هادي- في وضع الصامت عم يجري للواقع اليمني بشكل عام وذلك بهدف زيادة السخط عليه والاجماع الشعبي على التخلص منه فقد ازدادت الأوضاع بكافة أشكالها سوءا وخصوصا بعد أن أضحى الواقع السياسي والاقتصادي مرتهنا للجماعة الحوثية وهو ما نطلى على الكثيرين بينما الحقيقة انه كما استعانت أمريكا بدول الخارج لتحقيق مآربها فقد استعانت أمريكا بأهم أركان النظام السابق وهو اللاعب الحقيقي والفعلي في ارباك المشهد اليمني وقلبه رأسا على عقب وضمانا لعودة تلك المصالح والتي توقفت عقب الثورة الشبابية وفرصة للتخلص من الخصوم

والعودة للحكم لتحقيق رغبات الخارج وبذلك يتضح للمتبصر أن الحوثي هو الفاعل الجلي في الأحداث بينما صالح هو الفاعل البارز و الخفي والأمريكي الفاعل الأبرز و الأخفى والأول والثاني مرتهنين للثالث مهما نادى الأول بموت الثالث ومهما ادعى الثاني التنصل والتبرؤ عم يجري إلا أن ذلك لايغير وجه الحقيقة التي تجري على الأرض فمن غير المعقول أن تُسلم المعسكرات وتنضم الكتائب العسكرية والقبلية المواليه لصالح لاسقاط بقايا الدولة دون تنسيق مسبق مع الحاضن الأساسي لصالح –أمريكا- منذ نعومة ظفره السياسي ولا يمكن ان تتحد القوة الامريكية الجوية و اللوجستيه على الأرض مع المليشيا الحوثية في رداع إلا وفق تنسيق وتفاهم واضح وبيّن وغير مُعلن

وان تهدم المساجد ودور القرآن والمساكن بينما السفارة الأمريكية وقوات المارنز في الشيراتون يتم حراستها من قبل المتعطشين لموتها والمطالبين بطرد سفيرها ليلا ونهارا..
لقد استطاعت أمريكا أن تستغل هادي أيما استغلال وان تهيء الأجواء الداخلية والخارجية للإطاحة به والبحث له عن مخرج آمن كمكافاة نهاية خدمة حققها لها لم يستطع سلفُه في تحقيق ما حققه وإن طريق الإنقلاب إن مُهِد وعُبِد فلهو أيسر الطرق المتفق عليه مع هادي لخروجه من السلطة خروجا آمنا - هذا إن حفظت امريكا الجميل لهادي- وخيرٌ له من أن يقال عنهُ بعد اليوم ( بِنْ هادي هربْ) .. هو انقلابٌ إن تم فعلى التوقيت الخارجي لا الداخلي.

النهدان عضوان بارزان حساسان في جسد الدولة وصدر الحاكم فبمجرد أن دارت الأنامل الحوثية فيهما حتى ترخرخت واستسلمت بقية أطراف الجسد من حولهما وصولا إلا مابين فخذي الستين – منزل الرئيس – وسقوط النهدين لم يكن صعب المنال طالما أن سيناريو عمران يتكرر في كل »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء