رسالة الى أمي .. المرأة الكاملة في يومها العالمي

09 - مارس - 2015 , الإثنين 04:01 مسائا
3682 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةسام الغباري ⇐ رسالة الى أمي .. المرأة الكاملة في يومها العالمي

سام الغباري
- أمــي .. اصغِ اليّ .. .. .. أنا وأنتِ غائبين ! ، أنتِ في القبر ، وأنا في القبو .. هو حرف واحد لايعني الحياة ! ولا الروح أو الأمل .. لكنه يؤكد الظلم الذي وقع لكلينا ، ذبحكِ طبيب غبي وترككِ تنزفين حتى الموت ، تحدث بمبضعه عن مهارته الزائفة كمخمور يعبث بالجسد المسجى على سريره البارد بحثاً عن الرحم الطاهر الذي احتواني قبل 34 عاماً ، فيقطعه ويترك جراحكِ ملتهبة وغائرة الى أن سكن كل شئ فيكِ ، وصعدت روحكِ الى بارئها .. ! - أنا .. اختطفني فتية مسلحون و ألقوا عليّ تهماً تبرءهم من أفعالهم الشريرة ، غرسوا خناجرهم في كفي وعلى فمي ، وعقدوا لساني و أرهبوني بلثامهم وليل استجوابهم ، قالوا ما لا يقال ، فجروا في الخصومة ، أودعوني قبو زنزانة بداخل سجن محصن ، و أهالوا عليّ التراب ، كلما دفنوا جزءً من معالمي ، أخرجت لهم يدي .. اصبعي ، لساني ، ابهام رجلي الصغير .. مازلت اتنفس ، أقاوم بحرية .. وأغني .. فالغناء سر الوجود !. - اليوم يومكِ يا أم .. فلا تبكين ! ، أخجل من دمعكِ إن رأيتي قيدي و حصاري و فتية الكهف حولي يرقصون ، وشباك السجن يمنعني من رد التحية لابتسامتكِ ، و النوم على صدركِ ، حنانكِ يغزوني من داخل القبر الى القبو الذي أسكن فيه مع الصراصير والذباب و الملل التعيس !. - أعرف لو انكِ فوق الأرض لما سجنت ليلة واحدة .. بركتكِ كانت سواري وحِرزي ، دعائكِ سبيلي وحَرَسي ، لمستكِ أملي وصبري ، يوم غبتِ .. بكيت لأني فقدت (سام) الذي يشبهكِ ، ولأني اكتشفت أني اعشقكِ بصمت لا يظهر في تزلف الطائعين المزيفين ، وأني لا اكون قوياً حين تبتعدين ، وأني كلما ابتعدت عنكِ . تسألين ! ، بَعدكِ لم يسأل أحدٌ عني ! ، ولم يرحمني أحد .. مازلت ابحث عن صدر كصدركِ ، وقلب كقلبكِ ، وحناناً كروحكِ .. فما وجدت !. - اليوم هو الثامن والعشرون لغيابي "القسري" عن منزلي ، وعن عائلتي واطفالي ، عن "عدي" الذي كان قديساً لكِ ، و قصي البرئ النقي المتحامق في سلوكه كأبيه في صِغره . - هل تذكرين .. أيام فقرنا وجوعنا .. أيام الحرب الاهلية في 94م ، كنا نأكل الفول فقط ، تسعة أطفال وأم فقط ، ودوي الرصاص والقذائف ولمع الصواريخ يتوهج في الفراغ الاسود ، و انتِ تلهجين بالدعاء .. سِلمنا .. وخرجنا كالعصافير من منزلنا القديم مع انبلاج الصبح وانحدار الهزيمة نحو بوصلة الجنوب ، رأينا دبابة معطلة على منتصف الطريق ، الناس خائفون .. وجائعون ! . - بعد عشرين عاماً .. عادوا .. أولئك الذين ماتوا في حرب الصيف الحزين ، خرجوا من الأجداث و التحموا بأرواح الشياطين والأشرار ، رفعوا راية الثأر وانفصال اليمن ، واتجهت البوصلة مرة أخرى نحو الجنوب ، و إلى اتجاهات أخرى .. لقد تفرقنا أقاليماً و توزعنا وتباعدنا بين اسفارنا كالطغاة الاغبياء . - أمي .. .. صوتكِ اليوم غاية .. ابعديني ومن تحبين عنهم ، عن رصاصهم و افعالهم و مكائدهم .. انتِ اقرب مني الى الإله العظيم .. انت اطهر مني ، و انتِ أمي .. اذهبي اليه و أساليه نجاتي ، إنه الجبار القدير ، قولي له : أيها السلام .. هناك مدينة اسمها "ذمار" ، سجن بداخل قبوها المظلم شاب إسمه "سام" .. إنه ابني .. وهو يقرئك السلام ويقول لك : " رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " .. اللهم فاستجب .

إذا أردت أن تصبح رئيساً ، عليك الدخول إلى القصر الجمهوري وإعلان ذلك ، ونشره عبر وسائل الإعلام الرسمية للحكومة ، ذلك مالم يفعله "محرم كوسا" في تركيا ، وانتهى بانقلابه تحت وقع صفعات وأحذية رجال الشرطة الموالين لأردوغان . - في اليمن ، التي تشهد »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء