هكذا أفهم موقف الإصلاح

03 - أبريل - 2015 , الجمعة 01:15 مسائا
3810 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعبدالملك شمسان ⇐ هكذا أفهم موقف الإصلاح

عبدالملك شمسان
قبل أسابيع كنت ضيفا في برنامج لقناة "يسر" الفضائية بمعية قيادي في أحد الأحزاب التي كانت مقاطعة لحوار موفنمبيك في ذلك الوقت، وأثناء حديثنا قبل تسجيل الحلقة راح الرجل يسرد أمام الحاضرين مبررات مقاطعة حزبه للحوار، وكنت -أثناء ذلك- أرتب أفكاري لأجيب عن سؤاله بشأن استمرار الإصلاح في الحوار، وهو السؤال الذي كنت متأكدا أنه سيختم به حديثه، لكنني فوجئت به في ختام حديثه يقول إنهم في الحزب يتفهمون موقف الإصلاح رغم مبررات انسحاب حزبهم الآنفة الذكر، وأنهم يقدرون للإصلاح قراره باستمرار المشاركة في الحوار، ويقول: لو فعل الإصلاح مثلنا وانسحب من الحوار لقامت عليه القيامة!!
تذكرت الليلة هذا الموقف بعد إصدار الإصلاح قبل قليل لبيانه حول العمليات العسكرية لـ"التحالف"، فأردته مقدمة لأن أقول إن الحوثيين وحلفاءهم وحدهم من يعارض هذه العمليات العسكرية، فيما بقية الأحزاب يؤيدون، إما تأييدا صريحا، أو تأييدا غير معلن يجمع بين أمرين: الموافقة على العمليات العسكرية للتحالف، وإعفاء الذات من أي كلفة سياسية محتملة لعلانية هذا الموقف المؤيد.
منذ أسبوع، أي منذ انطلاق العمليات العسكرية والإصلاح يقف في هذا المربع الذي يراه آمنا، شأنه في ذلك شأن غيره، وقد كان هو الموقف الأقل كلفة محتملة، خاصة وأنه لا يرى شيئا ميدانيا يترتب على إعلان تأييده لعمليات التحالف، ولكن قاعدة العمل السياسي أنه لا يتاح دائما لأي حزب أن يختار موقعه وموقفه بناء على ما يروق له، خاصة في الأحداث الكبيرة كعمليات التحالف العسكرية الجارية الآن، ولابد في مثل هذه الأحداث الكبرى أن يجد نفسه مرغما على مغادرة هذا المربع إلى أحد الجانبين، فإما التأييد الصريح المعلن، وإما العكس، وبعد أن رأى الإصلاح ضرورة التصريح بشكر دول التحالف على استجابتها لطلب الرئيس هادي بالتدخل العسكري، فإنه لم يكن ليذهب إلا إلى الجهة التي يجد نفسه فيها مع ممثل الشرعية في البلاد، ومع الغالبية العظمى لليمنيين، والناحية التي يرى فيها مصلحة الشعب اليمني، ولقد كانت الفترة التي مرت من عمر هذه العمليات أكثر من كافية لاستبانة موقف هذه الغالبية من الشعب اليمني.
يعرف الإصلاح أن لهذا الموقف كلفته السياسية المحتملة مستقبلا، إلا أنه -كعادته- لا يتردد في تقديم نفسه دون اليمن وأهله، وأن يرى في تحمله هو للتبعات المحتملة لهذا القرار خيارا أفضل بكثير من قرارٍ نقيضٍ يتحمل تبعاته الشعب اليمني برمته.
على ذلك، فموقف الإصلاح وغيره، تأييدا أو تنديدا، لا يترتب عليه شيء كثير عمليا، وإنما الجميع ما يزالون ينتظرون ويأملون من الحوثيين وحلفائهم موقفا وقرارا جريئا وشجاعا يقدم مصلحة البلاد، وهذا الموقف منهم هو الموقف الذي يترتب عليه شيء حقيقي في الواقع العملي، حاضرا ومستقبلا، إلا أن الواضح حتى الآن أنهم لن يفعلوا، إذ ما يزالون مصرين على موقفهم، وما يزالون مستمرين في ممارساتهم وماضين في حروبهم، وهذا هو الموقف الذي يجب أن يحسب ويدرس وينظر إليه ويوزن ويقاس.
تشهد الأحداث تصاعدا مستمرا، وكل يوم سنجد طرفا مجبرا على الخروج من مربع الصمت إلى مربع الكلام، ومن مربع الموقف الآمن إلى مربع غيره، ولا فرق في هذا بين الأحزاب والكونات السياسية من ناحية، وبين من تبقى من ناحية ثانية قابعًا في الظل من القيادات القبلية ذات الوزن الثقيل.

عبدالملك شمسان القاسم المشترك.. يجمع لا يقسم.! البعض ما يزال ينتقد الإصلاح لأنه حاول أن يحاور الحوثيين في 2014 لمنع الحرب، فيما الجميع -ممثلين بالشرعية- يحاورون الحوثيين منذ 2015 لوقف الحرب!! تارة يقول هؤلاء إن تحرير تعز تأخر بسبب تصدّر »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات