لماذا ستنتصر الحالمة؟

02 - مايو - 2015 , السبت 12:57 مسائا
3307 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةوئام عبدالملك ⇐ لماذا ستنتصر الحالمة؟

وئام عبدالملك
لماذا ستنتصر الحالمة؟
وئام عبدالملك
بعد أن وحدت المقاومة في تعز صفوفها، وانضمام أغلبية رجالات تعز إليها من كل المناطق في المدينة، واستفادتها من نماذج المقاومة في محافظة عدن ومأرب والضالع وغيرها، جعل المقاومة تدرك بشكل مبكر أن عليها أن تسيطر على أغلبية المناطق في المحافظة، وبشكل استراتيجي، قبل أن يشرع الحوثيون وأنصار صالح بالتمدد، ما أعاق بشكل فعلي تقدمهم، ولم يفلح الحوثيون وأنصار صالح في التقدم، وبقيت المعارك محتدمة في أطراف المدينة لأيام، ومع عدم قدرة الحوثيين على إحراز أي تقدم ملموس بالسيطرة على الأرض، على الرغم من اتباعهم لأسلوب الكر والفر، للزج بالصراع إلى داخل الأحياء وقلب المدينة، لجأت القوات الحوثعفاشية إلى استخدام الأسلحة الثقيلة بين الفينة والأخرى انتصارا لهزائمهم، وبصورة وحشية استهدفوا المنازل، محاولة منهم من خلال ذلك تجسيد وتضخيم( بعبعهم) لتخويف الناس، لكن ذلك جعل الناس ينبذونهم أكثر وأكثر، وينضموا إلى صفوف المقاومة، بعد أن علموا بأن المقاومة هي من صمدت أمام آليات و وحشية أولئك المقاتلين في مختلف المحافظات.
جبهات المقاومة في العديد من المدن اليمنية، شتت القوات الحوثعفاشية وأجهدتها، بعد أن كانوا هم في البداية من يفتحون جبهات القتال في المدن التي يسعون للسيطرة عليها، وبدأت المقاومة بالفعل في تعز بتطهير المناطق التي كان يتواجد فيها الحوثيون منطقة بعد أخرى.
كنا نخشى على المقاومة في البداية لضعف إمكانياتها اللوجستية والتدريبية، أما اليوم فإن الإنزال المظلي الذي قام به طيران التحالف في المدنية، كفيل بالدعم اللوجستي للمقاومة وإن كان بشكل بسيط، والحق أقوى مدرب، كذلك فإن الغارات الجوية بين حين وآخر تعيق الحوثيين وأنصار صالح، كل هذه الأسباب كفيلة بانتصار المقاومة في الحالمة، وفي عموم مدن الجمهورية.
السعودية بدعمها للأطراف اليمنية بحسب ما تقتضيه المصلحة أضرت باليمن سابقا، لكننا اليوم أمام حرب من نوع آخر، فإما أن نرتمي في حضن إيران، ونكون نموذج مماثل للنموذج اللبناني، والذي لم يستقر الوضع فيه منذ عقود، أو نستغل الظرف الحالي لننعم ببعض الاستقرار ونعيد بناء يمننا المتهالك والمنهوك، إذا شاءت الإرادة الدولية ذلك بالطبع.
الخشية فقط من استمرار القوات الحوثعفاشية بقصف المدينة بالأسلحة الثقيلة التي تتبعها تلك القوات حين تمنى بالهزيمة، والذي سيلحق الضرر بالمدينة، ومن المواليين للمؤتمر والحوثيين في الحالمة، وهذه النقطة ليست للتثبيط لكن هذا واقع، فأنصار صالح المرتزقة والتابعين وبسذاجة ودون تبصر ليسو بقليل في تعز، وكذلك المرتزقة كما هو الأمر بالنسبة للحوثيين على الرغم من قلتهم، لكن دورهم لم يكن كبيرا في عدن، بسبب رفض المدنيين لتواجدهم وفكرهم، ونأمل أن يكون كذلك في تعز. تعز تنتصر الآن بعد أن فشل الحوثيين بتقديم أنفسهم للشعب، الذي وعى ممارساتهم والتي لا يقبلها أي يمني، وينبغي الحذر من الخلايا النائمة التي عمل الحوثيون على تشكيلها، مستغلين الفوضى الأمنية التي يشهدها البلد، والتي قد تعمل على اختراق صفوف المقاومة.
ويجب على المقاومة أن تستفيد من الدروس السابق في غير مدينة، وتمنع وصول أي امدادات أو تعزيزات عسكرية للمدينة، بالتنسيق مع القيادات في محافظة إب وذمار.
والحقيقة فإن الحوثيين لديهم في صفوفهم مقاتلين مدربين، ولكن ما كان لهم أن يحرزوا أي تقدم لولا دعم صالح لهم، وعليه فإن خوض الحرب مع الحوثيين كطرف كان يمكن أن يتحقق بسهولة دون خسائر فادحة، لأن ممارساتهم جعلت المجتمع ذا النسيج الواحد ينبذهم، لولا الفقراء وأصحاب المصالح الذين أسلموا أنفسهم لهم، ولكن تحالف صالح معهم سيطيل من عمر المعركة بعض الشيء لكن الحق سينتصر، وستنتصر اليمن وإرادتنا.
إقحام تعز في هذه الحرب ما كان ينبغي أن يكون، لكنهم أرادوا أن يلحقوا الأذى بكل شيء جميل في الوطن، لكن وأمام المشروع الذي تبناه الحوثيون والذي يضر باليمن، وهي الغائب دوما لديهم، فإن على المقاومة في كل الجمهورية اليمنية أن تنتصر، وعلى كل أبناء اليمن أن يوحدوا صفوفهم في سبيل بناء اليمن، حتى لا نخسر المزيد من الأرواح، ونمزق الوطن أكثر مما هو ممزق، لنتفق ولو لمرة واحدة، ونحب بعضنا، ولا حل إلا بعد أن تتخلى تلك الجماعة عن سلاحها، وتتعايش مع كل أبناء اليمن، ولنسعَ جميعا لترسيخ الهوية الوطنية، والالتفاف حول مشروع وطني، ويجب أن نؤسس لدولة الشراكة والسلام الحقيقيين.
ويبدو بأن المملكة العربية السعودية جادة في دعم استقرار اليمن، خشية أن ترتمي اليمن في أحضان إيران، فيقترب خطر الأخيرة كثيرا من دول الخليج، وحقيقة فإن المساعدات الموعودة من قبل بعض الدول المشاركة في التحالف كفيلة بإعادة ما تدمر، وإن كان البعض سيقول لكنها لن تنسينا من فقدناهم جراء هذه الحرب، وهذا صحيح، لكن الوضع الذي أصبحنا فيه كفيل بأن يجعل اليمن ترزح تحت وطأة الحرب الأهلية زمنا طويلا.
وصحيح أن أي يمني أصبح معرض للخطر، لكن يجب أن نتحمل وزر أخطائنا، فأين كنا جميعا منذ أن بدأ الوضع ينهار في البلد؟ كان يجب أن نحافظ على الوطن- الوطن المنسي دوما- ونرممه ونعمل على بنائه، وألا نسمح لأي بلد منذ البداية بالتدخل في وطننا، وألا نسمح أن نكون داعمين للتطرف والإرهاب، أو نتعصب لأفكارنا وانتماءاتنا على حساب الوطن، وها نحن اليوم أداة في يد الدول تقتتل بنا وعلى أرضنا.

مشاهد من تعز التي أمعنوا في إذلالها وئام عبدالملك في أحد مداخل المدينة بتعز، وفي نقطة تفتيش أمنية، واستمرارا لمسلسل الإذلال الذي يجيدوه الحوثيين وحليفهم صالح، وبحجة تفتيش المدنيين، قاموا بتوزيع أبناء تعز في مجموعات بحسب الوزن والطول، وكأنهم »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء