اليمن والخليج وموقف أمريكي بينَ بين!!

01 - سبتمبر - 2015 , الثلاثاء 08:09 مسائا
3494 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعبدالملك شمسان ⇐ اليمن والخليج وموقف أمريكي بينَ بين!!

عبدالملك شمسان
ضمن ما تشهده المنطقة العربية من أحداث كبرى تؤسس لمستقبلها، تمر العلاقات اليمنية الخليجية، واليمنية السعودية على وجه الخصوص، بمنعطف من شأنه أن ينبني عليه الكثير. ووفق ما تشهده اليمن حاليا وبعض ما تشهده المنطقة، تتناول هذه الأسطر ما يمكن وصفه بـ “مفاتيح” العلاقة الخليجية اليمنية، وفي نقاط مختصرة تحاشيا للتطويل الذي يقتضيه الحديث عن منطلقات وركائز هذه العلاقة، والمؤثرات الخارجية والداخلية التي تلعب أدوارا في صياغها.

- خلال السبعينات والثمانينات، كان للجزء الشمالي من اليمن علاقة متميزة مع السعودية والخليج، وكان شعور الخليج بخطر الاتحاد السوفيتي أحد الدوافع الأكثر تأثيرا في صياغة هذه العلاقة المتميزة. واتسمت العلاقة الخليجية مع الشطر الجنوبي بالعداء خلال تلك الفترة جراء تبعية الشطر الجنوبي اليمني حينذاك للاتحاد السوفيتي.

- سقط الاتحاد السوفيتي أواخر الثمانينات، فانتهت حاجة الخليج لتدليل الشطر الشمالي من اليمن، وفي ذات الوقت انتهت مبررات عداوته مع الشطر الجنوبي بإعلان الوحدة اليمنية في مايو 90م.

- سَرَى على اليمن الموحد موقف خليجي واحد، وبدا أن هناك سياسة خليجية خارجية تجاهه وفق هذه المستجدات.

- اصطف اليمن بقيادة “علي صالح” مع “صدام حسين” عند اجتياحه للكويت في أغسطس 90م، وفي موقفه بعد ذلك من حرب الخليج ضد صدام حسين “عاصفة الصحراء”. وضاعف ذلك الأثر السلبي على علاقات اليمن والخليج، وزاد طينها بلة.

- خلال هذه الفترة منذ العام 90م، كان الطرفان بحاجة إلى علاقات تقوم بناء على ما لدى كل طرف ليقدمه للآخر بعيدا عن تأثيرات موازين تلك القوى الكبرى في المنطقة، وتنبني على جهود يمنية تحاول أن تردم الصدع الذي سببه موقفها السلبي من حرب الخليج، وقد بذل “علي صالح” جهودا كبيرة في هذا الاتجاه إلا أنه حصرها ونتائجها في مصلحته هو كرئيس ونظام، مستبعدا منها مصلحة اليمن كدولة وشعب، فعاش اليمن من ذلك اليوم وحتى الآن ظروفا اقتصادية بالغة القسوة والصعوبة جراء غلبة الجفوة على علاقاته مع الخليج.

- حاليا، عاد الخطر الخارجي المهدد للسعودية والخليج ممثلا بدولة إيران وحلفائها في الداخل اليمني الذين انقلبوا على السلطة (صالح، والحوثي).

- اندلعت العمليات العسكرية لـ”عاصفة الحزم” بقيادة المملكة العربية السعودية، مستهدفة قوة حلف “صالح والحوثي”، وداعمة للشرعية المنقلب عليها، ولم تكن لتقدم المملكة ودول الخليج على هذه العملية الكبرى لولا ثقتها بالدعم الشعبي اليمني، وقد اصطف معها الشعب اليمني، وإن باستثناء المستهدفين بها من أنصار صالح والحوثي.

* وإذن:
- الخطر الإيراني الحالي على المملكة والخليج يقابل الخطر السوفيتي عليها في عقود ما قبل 90م. وموقف الشعب اليمني المؤيد والداعم الآن لـ”عاصفة الحزم” يقابل موقفه السلبي من حرب الخليج و”عاصفة الصحراء” آنذاك، بغض النظر عن دور نظام صالح الذي تبنى هذا الموقف في ذلك الحين وحشد له.

وبناء على هذا:
يفترض أن تعود العلاقات اليمنية الخليجية دافئة كما كانت في سابق عهدها، فضلا عن معطيات أخرى تستلزم عودة هذا الدفء. وإعلان السعودية عن قيامها حتى الآن بتصحيح أوضاع نحو نصف مليون يمني مغترب لديها -أي خلال خمسة أشهر منذ اندلاع عاصفة الحزم، وبمعدل تصحيح وضع مئة ألف مغترب يمني شهريا- مؤشر واضح على عودة هذه العلاقات في الاتجاه المشار إليه.

* فرق جوهري بين المرحلتين
هناك فرق جوهري بين المرحلتين، أي فترة الخطر السوفيتي سابقا، وفترة الخطر الإيراني حاليا، وهو الفرق المتعلق بموقف القوى الدولية الكبرى. وكما أن روسيا لم تعد اليوم الطرف المقابل للسعودية والمستميت مع إيران وحلفائه الحوثيين، فإن الموقف لأمريكي يبدو من جانبه غير مطابق لموقف المملكة على نحو ما كان عليه الأمر في السبعينات والثمانينات، إذ تتحدث تقارير صحفية وتحليلات كثيرة عن حاجة الولايات المتحدة لإيران وحليفها الحوثي في اليمن، وذلك وفق أجندة أمريكية خاصة تستهدف اليمن والمنطقة، وفي مقدمتها -حسب هذه التقارير والتحليلات- المملكة العربية السعودية.
ويقول أحد المحللين السياسيين في حديث خاص بهذا الشأن: إن الأجندة الأمريكية العامة المشار إليها بالسطرين السابقين، تضاف إليها أجندة خاصة بالرئيس أوباما تجعله حريصا على إيقاف حرب دول التحالف ضد الحوثيين، إذ تلح إيران على مطالبته بفعل شيء لوقف هذه الحرب، مستخدمة “الاتفاق الإيراني الأمريكي” كورقة ضغط، وهو ما يجعل “أوباما” في حرج شديد، تبعا لكون مستقبل حزبه في الفوز بالانتخابات القادمة مرهونا بنجاح واستقرار ذلك الاتفاق مع إيران.

* إجمالا: إذا وجدت الولايات المتحدة نفسها مجبرة على الاختيار بين المملكة وإيران –ممثلة بالحوثي- فقطعا ستختار المملكة، ولكن الأقرب حسب كثيرين أنها ستمضي في الخطين معا: الخط الطبيعي والمعلن في التحالف مع المملكة العربية السعودية، والخط غير المعلن مع الحوثيين، بل ومع إيران التي تلعب مع الولايات المتحدة دور الحليف من مربع الخصم إن صح التعبير، أو وفق استمرار “التخادم” بينهما وفق تعبير الدكتور عبدالله النفيسي.

* تدور الآن في اليمن حرب مصيرية تتصل بمستقبل اليمن والمملكة والخليج عموما.

* ويبدو أن القمة السعودية الأمريكية المرتقبة ستكون واحدة من المنعطفات الأكثر أهمية في رسم هذا المصير.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

عبدالملك شمسان القاسم المشترك.. يجمع لا يقسم.! البعض ما يزال ينتقد الإصلاح لأنه حاول أن يحاور الحوثيين في 2014 لمنع الحرب، فيما الجميع -ممثلين بالشرعية- يحاورون الحوثيين منذ 2015 لوقف الحرب!! تارة يقول هؤلاء إن تحرير تعز تأخر بسبب تصدّر »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات