مدينة يقتلها الخذلان

01 - يناير - 2016 , الجمعة 07:42 مسائا
3615 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد العمراني ⇐ مدينة يقتلها الخذلان

محمد العمراني
مدينة يقتلها الخذلان
محمد عمراني

لم نكن نعلم أن مهمة منظمات المجتمع الدولي تتوقف فقط عند إحصاء القتلى والمصابين الذين تقتلهم أطراف الصراع .
لدينا عشرات المنظمات ترفع تقاريرها عن #‏تعز لكن هذه التقارير المطبوعة بالألوان الفاخرة تتحول إلى مجرد خبر يأخذ مساحة هشة على شاشات الأخبار، فيما يحملها السياسيون كملفات للمزايدة يقدمونها لسفراء الدول الكبرى الذين بدورهم لايقرأونها .
أكثر من ألف وستمائة قتيل من المدنيين في مدينة تعز وحدها.

أعلنت الحكومة تعز مدينة منكوبة فيما تفشل السلطة الشرعية في تعيين محافظ لتعز أسوة ببقية المحافظات.
تعز مخذولة من كل الناس بلا استثناء وتخضع لعقاب غير مفهوم من كل الأطراف .
من الأحزاب ومن السلطة الشرعية ومن التحالف العربي ومن أبنائها الذين يشغلون مناصب عليا في السلم الإداري للدولة.
كلهم يكتفون بنشر الصور وتصريحات عاطفية تعمل مثل مخدر موضعي لايلبث أن ينتهي ليقف الجميع على حقيقة واحدة ، الموت البطيء والممنهج لمدينة نذرت نفسها قربانا لأجراس الحرية ورفض الانكسار .
تعز
كان اسمها وسيبقى أبدا " تعز " .
لم يبق لأبناء تعز إلا أن يخرجوا إلى الشوارع والطرقات .
ابعثوا الاطفال الى الشوارع واحشدوا النساء في الساحات وابعثوا كل من يقدر على الدفاع عن المدينة الى المنافذ والأبواب .
ناموا في الشوارع وافترشوا الطرقات وتيمموا الصعيد الطاهر وصلوا صلاة الخوف واتركوا هذا العالم المزيف يتعرى أمام نفسه .
ليس على تعز أن تشعر بالخجل وهي تستجدي النصرة .
على كل من يرى مأساة تعز أن يشعر بالخجل وأن يخجل من مدينة فعلت كل شيء كي لايدنسها الغزاة .
ليس على تعز أن تحرس المنافذ وحدها ولا أن تقف وحدها حائط صد أمام أسوأ عصابة عرفها التاريخ الحديث فيما يقف الجميع خلف تعز تاركين الأيدي على الخدود في انتظار أخبار الموت .
أي لعنة هذه التي أصابت تعز فتركها الجميع فريسة بلا ثمن ؟
وكيف يمكن أن نشرح لأطفالنا خلال كل هذا الوقت الطويل أنهم كانوا مجرد بيادق في معركة استنزاف لم تعد تستنزف غير جثث الأطفال ؟
كيف يمكن أن نوضح لمقاوم انتظر الغوث شهورا وهو يدفع من دمه ثمنا للخلافات السياسية والحسابات الأثيمة التي لايعلم عنها شيئا .
وكيف سنبين للثكالى أن النصر كان ممكنا لولا أن فريقا من المحاربين والواقفين معنا في ذات الصف يرفضون الضغط على الزناد ؟

كم على مدينة النور أن تكوم من لحم أبنائها وبناتها ورجالها حتى تستفز فينا بقايا الإنسان ؟

مالذي يحدث لتعز ؟
وكيف يمكن أن نفهم كل هذا الخذلان من القريب والبعيد على السواء ؟ .



لك الله ياتعز
لك المجد ياتعز
والعار كل العار للقاتلين والمتخاذلين.

كل يوم ومع كل نطفة دم تتماسك تعز من أطرافها الأربعة وتبصق في وجوهكم . تضم أبناءها الطيبين في حضنها الأمين ، الأحياء والميتين ، يرضعونها دما وترضعهم كبرياء وقوة ، فيما تبقى الكلاب الشاردة خارج المدينة إلى الأبد . لقد سجل التاريخ جرائم »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات