ا لانقلاب بين اليمن وتركيا

17 - يوليو - 2016 , الأحد 09:12 مسائا
4278 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةفيصل علي ⇐ ا لانقلاب بين اليمن وتركيا

فيصل علي
الانقلاب بين اليمن وتركيا!!

فيصل علي

في اليمن الرئيس هادي هو من انقلب على نفسه وانقلب على الحكومة وتم تغيير رئيسها، بمساندة الأمم المتحدة وأحزاب مشاركة في الحكومة وتلطخت الأحزاب السياسية اليمنية كلها بعار دعم الانقلاب والتوقيع على وثيقته
( السلم والشراكة)، كانت تلك الأحزاب في تلك اللحظة الفارقة تمثل قمة الانتهازية، ورئيس يعتقد أن كل مهمته في الحياة تتمثل في فض الاشتباك بين شارعي الستين والسبعين في صنعاء، وارسلته السماء لهذه المهمة الجليلة، واعطته بعض الخطوط الحمراء التي كان يرددها، لا أحد من قادة الأحزاب كان مؤمن بالثورة التي حدثت في 11 فبراير 2011 ، ولا الرئيس مؤمن بها كثورة اتت به للسلطة، وتم دعم حركة دينية إرهابية في تسلم البلد، وكان تلك الأيام رئيس أهم حزب في اليمن مصاب بنفحة الأمومة المتأخرة كان يخاطب الحوثيين ب " يا عيالي"، ورئيس حزب أخر كان يرى في الحوثيين أنهم قوة صاعدة، وقد تحول ليلة الإنقلاب إلى طبيب نساء وولادة وجراح عمليات قيصرية وطمأن اصحابة "سعليكم هي عملية قيصرية زوغننة"، عشية الانقلاب الملعون رأيت أحد قيادات الأحزاب في التلفاز وهو يلبس بدلة العيد وعلى سنجة عشرة، وفرحان من روح أمه الشريرة بالانقلاب، الرئيس المخلوع كان يتبادل التهاني والتبريكات مع وسيم البخيتي وبجواره جنرالات سنحان يغنون له: " كله على شأنك يا مريم وكله من شأنك يامريم" وهيله هبه أعيدت المليكة الإمامية بأيدي كل الساسة بلا استثناء، وتحول الرئيس هادي إلى سكرتيرة عجوز في مكتب الصماد الشاب المقوت الذي اتت به الظروف إلى رئاسة الجمهورية ليلاحق السكرتيرة، ويعطيها الأوامر اطبعي قرار للشامي واخر للمؤيد واخر للمتوكل واخر لخيران ولكل قاذورات قريش المرمية على قارعة طريق الشعب اليمني.

في تركيا قاد الانقلاب عجوز مقيم في أميركا لديه قدرات خارقة في كسب الأفراد، ولديه جامعات ووسائل إعلام ومدارس منتشرة في جميع أنحاء العالم ويبشر بالنورسية، في سكن الطالبات الجامعي يمنع تأخر الطالبات خارج السكن عن صلاة المغرب في مصلى السكن وتبدأ حلقات الأوراد النورانية ويقرأن الفتيات دعاء "اللهم إني أعوذ بك من فتنة البنات"، يجمع كولن بين روح التصوف والحداثة والكهانة وسلطة الرجل الأبيض، كان يوما ما يمثل ابا للإسلام الإجتماعي للأتراك، بلغت به الخرافة أن تعرض قنواته أفلاما تتحدث فيها الدراما عن مشكلات لا يحلها إلا نزول الرسول صلى الله عليه وسلم في نفس اللحظة الفارقة التي سيقع فيها الموت أو البلاء، لقد شاهدت نور الرسول وهو يوقف شاحنة انتهت وسائل الأمان فيها وستنقلب وتؤدي إلى كارثة، لكن الرسول اوقفها بدون بريك، هذا الرجل لديه من القوة والسلطة ما يدعم به انقلابات وأحزابا ومنظمات، وهو بالمناسبة مرضي عنه وعن دينه محليا ودوليا ، وهو الشيخ الإسلامي الوحيد الذي تستضيفه الولايات المتحدة وتمنحه حق إدارة الانقلابات في بلده بكل أريحية، خرج للعلاج في العقد الماضي من بلده ولم يعد الى الآن، البلد فيها استخبارات قوية وتنافس استخبارات دول مهمة وجهاز أمن قوي وشرطة، وتم تغيير الكثير من قيادات الوحدات العسكرية، على مدى عقد اكثر من الزمن حتى تأمن البلد شر العسكر البلداء الذين لا يفقهون لا في السياسة ولا في الإقتصاد وهما ركيزتا الحكم في أي بلد، الرئيس ورئيس الحكومة وقادة الأحزاب الأتراك مثلوا صف الدولة ووققفوا ضد الانقلاب الذي بدأ برسالة إيميل وانتهى باتصال فيس تايم.

انقلاب اليمن كلف البلد حربا مازالت مستمرة منذ صعود مليشيات الارهاب الديني إلى الحكم، والتي استعدت الجيران فردوا عليها "بعاصفة الحزن" التي لم تنته ولم تنهي الانقلاب وبرغم كل الطلعات الجوية والغارات إلا أنها لم تقتل أيا من قيادات الحوثيين المعروفين، العاصفة التي تحتفظ بعلاقات مع شيعة اليمن تمتد لأكثر من ستين عاما، وهذه العلاقة هي العصا السحرية التي جعلت اليمن بلدا متخلفا في منطقة متخلفة كلها لكن تخلف اليمن اقذر وهذا هو الفارق، ولا أمل لليمن بالخلاص إلا بالمقاومة ونشوء حركة تحرر وطني بعيدا عن أحزاب السوء وساسة بيع الأوهام والمفاوضات التي لن تقود إلا للمزيد من المفاوضات.

انقلاب تركيا محاصر بصلح أجراه أردوغان مؤخرا مع الروس والإسرائيليين والسوريين، ومحاصر بالشعب الذي مازال في الشارع، ومحاصر بأردوغان الذي يعبر عن وجدان شعبه ويمثل طموح تركيا القوة الاستراتيجية التي وجدت ولن تزول وتبحث عن دور أكبر في الشرق الأوسط والعالم.

الشوارع خالية وكذلك المراكز التجارية والمؤسسات والمطارات، هذا العالم أصبح هادئاً أكثر من اللازم، كورونا والحكومات التي أكتشفت صحة إجراءات دولة الصين والخوف على الحياة وراء كل هذا الهدوء العظيم. لطالما حلمتُ بلحظات كهذه في العالم ولم أجدها، منذ »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء