احمد الضحياني

باعتقادي ان الأزمات الحالكة والمتتالية ،قد احدثت تغيرات في التفكير والمسارات وهو ما يجب ان ينعكس على الخطط والتعاملات والسلوك.. الخ
الحزب الذي اعتاد على المدنية والنضال السلمي وترشيد العملية السياسية وجد افراده انفسهم يمسكون بالبندقية غصباً عنهم لا ان ينتقمون لانفسهم جراء ما لحق بهم من اذى وتشريد ونهب لممتلكاتهم واعتقال لقياداتهم بل من اجل مصلحة الوطن.
وفي اوضاع كهذه قد تبلغ المعاناة حد فقدان اليقين والشعور بالوهن والتعب وهو ما يتطلب نشاطا حزبيا داخليا وعاما نشطا يبقي على تماسك الروح والجسد ويبقينا في حالة تعافي وانتباه ويقظة.
يُقدم الاصلاح التضحيات في سبيل اليمن بشكل يومي ،ثم تجد من يطالبه ان يُقدم اكثر يتزامن ذلك مع خطاب سياسي اعلامي وثقافي واجتماعي وتربوي يرمم الروح والعقل ويحصن الجميع من الأدواء .
في الذكرى ال26 لتأسيسه اصبح الاصلاح بحاجة الى تفعيل الحياة الداخلية للحزب.. الى تواصل دائم مع الاعضاء في الميدان ومهم الاصغاء الى كل الهواجس والمخاوف التي يمليها تعب المرحلة .
الاصلاح بحاجة الى ترجمة وثيقة المبادئ التي اعلنها ..فهي خارطة طريق ورؤية واستراتيجية تتجاوز الوهن وتعزز حضور الاصلاح محليا واقليميا.
وباعتقادي ان وثيقة المبادئ ليست تجديدا في المسار كما يحاول البعض النظر اليها بقدر ما هي بمثابة اعادة تحديث التعريف "بالإصلاح" واجابة عن سؤال "من نحن" مرتبطين بجذورنا ومنطلقاتنا وثوابتنا الدينية و الوطنية .بل هي "اعادة اكتشاف للذات الاصلاحية" كما يصف ذلك رئيس اعلامية الاصلاح الاستاذ علي الجرادي.
الاصلاح ازال اللبس حول علاقته "بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين" واكد عدم وجود أي علاقة تنظيمية او سياسية تربطه به.الذي يحاول البعض الصاقه مستخدما الخصومة السياسة طريقا لتصفية الخصوم.
وباعتقادي ان هذه الالتزامات السياسية التى اكدت عليها الوثيقة منطلقة من مراجعة جادة لمسيرة وتجربة الحزب بكل ايجابياتها وسلبيتها، ونابعة عن ادارك للواقع بشكل عام، والرغبة الصادقة في بناء الدولة الاتحادية المدينة الحديثة على اساس من الشراكة والقبول بالأخر ..دولة النظام والقانون التي تكون فيها القيمة بالدرجة الاولى للمواطن كانسان وليس للدين او الطائفة او الجنس او المنطقة.
وفي الجانب الاقليمي يولي الاصلاح العلاقات الخارجية مع المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي اهمية كبرى ,,واعتبر ترسيخ وتعميق العلاقة بين البلدين خيارا استراتيجيا لأمن واستقرار الجزيرة العربية ..كما اكد الاصلاح على ضرورة استكمال انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي حيث يمثل حصنا منيعا لليمن والخليج..
حوت الوثيقة على اكثر من 20نقطة كل نقطة بحاجة الى مزيدا من النقاشات والاثراء.