الخلل في العقول

05 - مايو - 2014 , الإثنين 09:44 مسائا
3777 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمنــصـور بـلـعـيد ⇐ الخلل في العقول

منــصـور بـلـعـيد
خاص بـ ( الضالع نيوز )

تشير النتائج الكلية للمفكرين والباحثين العرب بغالبيتهم إلى أن أسباب إندفاع العرب بعكس حركة التيار الحضاري يعود إلى ذلك الخلل القائم في كينونة الانسان العربي والذي تجسّد وتجذّر على مر التأريخ الطويل الذي أفرز الاستعمار ورديفه المتمثّل بالاستبداد , وتلك المرض لا يمكن تسميتها بمعرفات مرضية مختلفة أو منحها في كل يوم تسمية معينه تضفي عليها جلد مزيّف وخادع مثله مثل بعض الافكار المتقلبة

والخلل الذي في ماهية الانسان العربي هو إن العربي لم يجتاز مراحل التفكير العاطفي الانفعالي ليهيئ نفسه لمراحل النشاط والعمل العقلي , وقد يتهيئ للبعض إننا ننشط ونكتب ونتحرّك ونثور بأشكال ثورية ديمقراطية علمانية تختلف عن الاشكال العتيقة أو الاشكال المهيمنة على الشعوب ولكنهم لم يدركوا إننا نتحرّك خارج إطار الميادين الثورية العقلية , لا زال الصندوق الاسود العتيق يحتفظ بنفس المعلومات وبنفس المشاعر التي تحرّك العقل الباطن دون تدخل العقل الواعي الذي يمر في مرحلة الجمود

هناك أسئلة لم تحصل على إجابات , وعندما يراها الكثيرين سيستحسنها ولكنه سيمر من أمامها مرور الكرام ولن يكلف نفسه عناء البحث لأن الاجابات العاطفية قد أصبحت هي السلوك الغالب الذي يحدد إتجاهات المرء مقدماً دون أن يجد العقل حقه في التحليل والبحث عن المسببات ووضع المعالجات

ومن ضمن الاسئلة
لماذا لا يمتلك العربي قدرة على التحليل ؟
لماذا تمر عليه المصيبة ليبدأ بصناعة مصائب جديدة ؟
لماذ نراه وبأستمرار مكافح وثائر وما أن يشرع بثورة حتى يبدأ التفكير بصناعة ثورات من بطن تلك الثورة ؟
لماذا كل ثورات العربي تنتهي بالفشل ؟
فغياب الاجابات العلمية المنهجية عن تلك الاسئلة جعلت العربي يتحرّك عكس حركة التطور الحضاري العالمي

العاقل يستطيع أن يتخير من بين الاشياء أفضلها , ويستطيع التمييز بين الاشياء ولديه القدرة على الاستنتاج وتعلُّم العبر والدروس من كوارث الحياة من جهة ومن إيجابياتها من جهةٌ أخرى , كما إنه يستطيع الموازنة بين الاشياء بوسطية وإعتدالية مقبوله .... أما العربي فلا مجال له في ذلك

العربي العلماني اليساري أو الديني أو الليبرالي ... لا يحلا له المقام إلاّ على مدارات التطرُّف , فيا أما إبداع وعمل مضني يدفع نحو الماضي وجموده وأغلب قديمه الخرافي والمتخلّف ويا إما إبداع وعمل مضني ودؤوب نحو المستقبل ببهيميته وإنحلاله وظاهرته الصوتية البعيدة عن الجماهير وكلا الاثنان ليس لهما علاقة بالحاضر

وفي تلك الحالة العاطفية والظاهرة الصوتية المُفرغة يدور العربي بصورة سريعة دون إمتلاك خارطة ولا حتى مرايات عاكسه تحميه من الاصطدامات المتكررة المُميتة ولا محطات إصلاح ومراجعة وتزويد , بل إن هناك من يوجهه الى الهاوية , هناك من القلائل التي ترتبط بشبكات الاستخبارات الصهيونية ومن يدور في فلكهم ممن يصنع الخطاب القائم على الفتنة وتحريك المشاعر وإشعالها , وأولئك متواجدين في الاعلام بكل أنواعه وفي التربية والتعليم وفي المناهج الدينية والعلمانية وحكومات الفساد العربي تدير ذلك المشروع الذي رسم له وخطط وباشراف من بعيد تلك القوى الصهيونية الرأسمالية العائلية الاستبدادية

ولذلك ستظل كل الاعمال عبارة عن سراب نجني منه الويلات لأننا نحمل عناوين الاشياء وشعاراتها دون إمتلاك القدرة على إدراك مضامينها , نتعارك على النصوص الماركسية والعلمية بنفس الطريقة التي تعاركنا وما زلنا نتعارك عليها في إطار حرب النصوص الدينية , وبالفعل نحن نعيش أصداء التأريخ وما معنا من التأريخ الحديث والمعاصر إلاّ إسمه فقط , فالاجساد عائشة ولكنها بدون عقول

كم من الكتابات الجميلة لكثير من كُتاب وكتابات نراهم يطرقون قضايا محورية من خلال مواضيعهم , يبذلون الجهود في البحث والتنقيب والتحري من أجل تفنيد العلل وتقديم المعالجات والبدائل وكل ذلك من أجل خدمة الحقيقة التي يعود نفعها على الجميع فيأتي من أولئك الموظفين ليبثوا سموهم وبدلاً من إن يناقش الموضوع والافكار التي يحملها يحولوه إلى شجار أو يلقون فيه الاتهامات أو يطرحون ما يحرّك النفس العربية الانفعالية وهم يعلمون أين تكمن مواقع الضعف لانهم قد تعلموا ذلك في المدارس والمعاهد الخاصة لقوى المال والاستكبار والسيطرة

هناك دواعي ضرورية لاستخدام العقل لكي لا تذهب الجهود مع ادراج الرياح , هناك عمل إنساني جمعي مشترك يعيد تماسك الشعوب بإحياء عقولها ودفعها نحو راحبة الحرية والعلم والمعرفة والمدنية ... ومع ذلك هناك معوقات وهناك إستفسارات يستحب الاجابة عليها بموضوعية وعقلانية بعيدة عن التعصُّب لكي تظهر القيمة الحقيقة لهذا الموقع وكل رواده ومتابعيه

هل نموت من أجل الدين ــ أي دين ــ ونقطّع الشعوب من أجلها ايضاً ؟
هل نموت من أجل العلمانية ونقطّع الشعوب من أجلها ؟ وهل العلمانية تحمل مفهوم واحد أمام الاديان والحياة وتطورها ؟

أنا متأكد إننا سننطلق ثانيتاً من نفس دوائر العاطفة والانفعال التي أحرمت العربي من منافع العقل الواعي , ولماذا أنا متأكد ؟ طبعاً لأننا لا زلنا نعيش الحالة دون أن نعلم , ولن نتجاوزها إلاّ بتنفيذ ثورة تغيير فكرية قيمية منهجية علمية إنسانية شاملة , ثورة يكون وطنها الاول هو الانسان بكل أطيافه ومكوناته , ثورة تنقل العربي من مدرارات التعصُّب والعنف والتآكُل والانفعال ــالذي يريد الاستعمار وأعوانه أن يبقوننا فيها الى الابد ــ ألى مدارات العقل والحكمة والحرية والابداع والسلام , وذلك هو ما يؤكده جل المفكرين والاكاديميين والباحثين العرب

والجدير ذكره إن ملامح تلك الثورة قد تجلّت في طيات ثورات الربيع العربي , تلك الثورات التي سيكون مشوارها طويل نظراً لثقل التركة الاستعمارية الاستبدادية المتخلفة الموروثة من القرون الطويلة المنصرمة , وتلك الثورات للأسف أتى من يقول إنها صهيونية التخطيط والفكرة وبالفعل الصهاينة يرحبون بمثل هذا الكلام ويعملون بطريقة تحاول بعث الشكوك في النفوس التي تحرّك الاجساد دون العقول والهدف هو إبقاء العربي داخل مربعات الجمود والتخلّف والصراع ولا يتركون له تلك الفرصة التأريخية التي دعت اليها ثورات الشعوب وهي التغيير من العنف الى السلم , من العاطفة الى العقل ,وأضاف أعداء الشعوب ومن يمثل الدين من الوهابيين وأتباع الاسلام السياسي وقالوا أن ثورات الربيع إسلامية ويا حسره هم من يمثل الاسلام وبالفعل جعلوا منها إسلامية وهم يعلمون إن الساحة فاضية من النخب الاخرى ولكنهم لا يعلمون إن مجرى الحرية يدفع ما هو سلبي في مقدمة النهر ليذهب الى غير رجعة لان الاسلام السياسي هو رديف حقيقي للقوى الرأسمالية ولكن الاهم من كل ذلك أن لا نقتل الشعوب ونشتتها تحت هذه الاعذار والمسميات

فنحن العرب نمتلك الحق بأن نعيش عرب ونحافظ على التنوّع الديني والسياسي والثقافي ونطوره ليخدم الحياة الانسانية برمتها , من حقنا أن نصحّي عقولنا ولا يجوز لاحد أن يجبرنا على التفكير بعقول غيرنا تحت مسميات أكانت دينية أو علمانية , يجب أن ننهض بسيقاننا واقدامنا وليس بسيقان وأقدام ألآخرين , ننهض بأسامينا وليس بأسامي ألآخرين

*(العفاف)...صفة الاقلام الصادقة.!!* *✍منصور بلعيدي* الصحافة هي المرآة العاكسة لما يعتمل في المجتمع سلبا وإيجابا وأثرها بالغ الخطورة كونها تدفع الى تشكليل راي عام مساند لاطروحاتها .. وهنا تكمن خطورتها ، فاذا لم (يعف) الصحفي عن الخوض في سفاسف »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات