لايزال (الصرع) تحت الظل

02 - نوفمبر - 2014 , الأحد 07:23 مسائا (GMT)
دكتوري العزيز هشام عون .. يؤسفني أن يأت هذا اليوم الذي أردته أن يكون خطوة هامة نحو إخراج مرض ( الصرع) من دائرة الظل إلى دائرة الضوء مخيباً لآمالك.



لا استطيع أن انسى فرحة عينيك قبل شهر حين رأيتني أدخل عيادتك بعد غياب طويل .. لطالما آمنت بي كمريضة وبزوجي عبد الرشيد كرفيقين يستطيعان أن يتحملا معك أعباء مشروعك الذي يسكن كل مساماتك المهنية.



حدثتني عن المؤسسة الوطنية لمكافحة الصرع وعن حفل الإشهار الذي تم الإعلان فيه عن 1 نوفمبر كيوم وطني للصرع ، ومشروع ( الصرع خارج الظل ) ، تحدثت يومها كثيراً عن الآمال والخيبات ، واستمعنا معك إلى قصص مرضاك ومريضاتك اللذين يعانون بسبب ضعف الامكانات وغياب الوعي ، قصص تحملها معك طوال الوقت وترددها في كل مرة بنفس الحرقة والألم ، لكنها هذه المرة كانت مصحوبة بالحسرة والدموع ، لا يمكنني أبداً أن أنسى دموعك يا دكتور وإن كنت أتمنى في هذه اللحظة أن أشاركك إياها.



لم يمر اليوم الوطني للصرع كما تمنيت وكما وعدناك أن يكون .. وكما خططت له أنت والدكتور رشاد عبد الغني والدكتورة إيناس والدكتورة ليلى، وبقية رفقاء رحلتك المميزون والمخلصون لمهنتهم .. خذلتنا الظروف جميعاً ومر هذا اليوم والغيوم الكثيفة لا تزال تجثم على الصرع ، مازال هارباً في معظمه من حضرة العلم إلى حضرة الجهل والشعوذة والأفكار النمطية الخاطئة.


أعرف أن إنجازاتك التي تتمناها تتجاوزني بكثير، وأنك تحلم باليوم الذي تمتلك فيه اليمن مستشفى متخصص للأمراض العصبية ، لكني في هذه اللحظة وقبل أن ينتهي يوم 1 نوفمبر لا أملك إلا أن أؤكد لك أني بفضلك وبفضل زوجي وعائلتي أحببت مرضي منذ اكتشفته ، لا أخجل منه ، ومستعدة أن أواجه به المجتمع بأسره وأخبره حارة حارة بيتاً بيتاً أن الصرع مرض ككل الأمراض ، بل هو أكثر يسر وسهوله في العلاج من أمراض كثيرة ، نستطيع بالعلم والعلاج أن نسير معه كصديق لا يأخذ شيئاً من جمالنا وحيويتنا وعطائنا في الحياة.



بقاء الصرع في الظل يجعله غامضاً وبغيضا .. أخرجوه إلى دائرة الضوء ليأخذ شكله وحجمه الطبيعي ، ولا تظلموا ابناءكم وبالذات بناتكم بسببه.
نقلاً عن المصدر اون لاين
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com