من هو الرئيس القادم؟

31 - ديسمبر - 2014 , الأربعاء 05:18 مسائا (GMT)
علي الجرادي
المهتمون بالملف اليمني خارجياً أدركوا متأخرين أن اليمن يعيش لحظة فراغ في إدارة السلطة، حتى مع وجود سلطة رئاسية وحكومية شكلية، في ظل سلطة فعلية يديرها زعيم الحركة الحُوثية عبد الملك الحوثي.



الخارج بشقيه الغربي والإقليمي يبحثون عن بديل لإدارة السلطة الشكلية أملاّ في استعادة السلطة الفعلية، وهو خيار متأخر جداً وفاشل.



الكتلة الحضرمية في المملكة العربية السعودية تضغط باتجاه خيار رئيس الوزراء الحالي ليصبح رئيساً بديلاً عن الرئيس هادي، لكن مواقف بحاح وموافقته على التعيينات الأخيرة للقيادات الحوثية تُضعف ثقة السعوديين بقدراته على انتزاع سلطات الدولة من يد زعيم الحوثيين (الحديث عن السعودية باعتبارها أكثر الأطراف تأثيراً على اليمن على الضد من إيران التي تدير اليمن فعلياً في اللحظة الراهنة).



هناك من يطرح وزير الدفاع الحالي الصبيحي ليكون البديل بعد أن وصلت المملكة إلى نتيجة فشل الرئيس هادي في إدارة المرحلة الانتقالية، وقامت أولاً بقطع مساعداتها الاقتصادية، وتالياً بالبحث عن شريك مناسب قادم لإدارة الدولة. ويبدو -كما أشرت سابقاً- أن خيار استعادة أو إصلاح إدارة السلطة اليمنية من داخلها وفق المبادرة الخليجية واتفاق السلم أو أي صيغة أخرى خيار محكوم بالفشل؛ لأن عبدالملك الحوثي هو من يدير السلطة فعلياً، ويتحكم بالقوّة على الأرض، ولن يجدي مثل هكذا خيار يتطلب دعم وموافقة الحوثي، إلا إذا حدثت معجزة، وقبل الحوثي التخلي عن إدارة الدولة فعلياً، وسحب مسلحيه الذين يسيطرون كل يوم على محافظة بالسلاح، ومواقع في إدارة الدولة، بالقرار السياسي الذي أصبح تحت سلطة الحوثي وبمعية إيرانية. ومثل هذه المعجزة هي أُمنية ساذجة جداً في موازين القوى، يصعب تخيّلها.



مؤشرات الصراع الخارجي في اليمن (إيران - السعودية) تنبئ بمواقف عنيفة على الأرض في ظل فشل خيارات استعادة السلطة بالخيارات السياسية.



ومع إطلالة عام جديد، دعونا نحلم بأن يقبل الحوثي وبقية الأطراف الدخول بحل سياسي جاد يجنّب اليمن منزلقات الهاوية.
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com