الحسم الثوري للانقلاب الحوثي

28 - يناير - 2015 , الأربعاء 05:37 صباحا (GMT)
وصل الفعل السياسي في اليمن إلى مأزق، بعد سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء، واستيلائها على مؤسسات الدولة، حيث بدت هذه المليشيا ملتصقة بالدولة، نظرا لوجود النظام القديم الذي سهّل لها ذلك، وأصبحا، اليوم، في تلازم للانتقال بتحالفهما إلى مرحلة أخرى.
لم يعد بنا الانتظار، بعد استقالة الرئيس والحكومة، وتخليهما عن مسؤوليتهما الوطنية تحت ضغط مليشيا الحوثي. وهو ما يُحتم علينا التحرك الشعبي لقيادة الفعل الثوري من جديد، لإنقاد اليمن، واستعادة الدولة المختطفة من قبضة المليشيا.
وهذا يتطلب منا تحديد استراتيجية فاعلة وسريعة للحسم الثوري، حتى لا يكون الفعل الثوري خاضعاً للعشوائية وردة الفعل.
وعلى القيادات الميدانية في جميع محافظات اليمن، أن تضع سريعاً تصورات للحسم الثوري والكيفية التي يمكن أن يحدث بها. وعليهم أن يفرقوا بين الكيفيات التي تم استخدامها في 2011، والكيفيات التي يحدث بها الحسم الثوري، الآن، مع تقارب وتشابه الظروف والقوى المسيطرة.
وعلينا أن نعي، ونحن نضع تصورات لمعركة الحسم الثوري، أن المتغيرات والمخاطر، اليوم، أكبر بكثير مما كانت عليه في 2011، فالقوى التي نخوض معركة الحسم الثوري ضدها اليوم هي قوى مسيطرة على الدولة (مليشيا مسلحة، ورئيس مخلوع تهيأت له الفرصة للعودة إلى السلطة)، وقوى دولية تمدها بالدعم والمساندة والقوة، وربما التدخل العسكري، إذا تطلب الأمر، وتخطط لتفكيك اليمن إلى دولتين.
قد تذهب تداعيات هذا الانقلاب باليمن إلى الفوضى الأمنية، ويتم توظيفها لتدمير ما تبقى من دولة، وهذا ما يجعلنا نسارع بلحظات الحسم الثوري خارج سياق التوقعات والتكهنات.
ما يجب علينا فعله، هو وضع التصور الصحيح، وابتكار الآليات والكيفيات، وقيادة الحراك الثوري، والسعي إلى استمراره، والانتقال بالجماهير إلى المرحلة التالية.
وعلينا، كشباب يمني، أن نقف في وجه مليشيا مسلحة، تريد فرض نظام إمامي سلالي طائفي، وآخر يريد فرض نظام عائلي، مع اختلاف النسقين، وكلاهما عداوته مع الشعب كبيرة وواسعة ومتراكمة في الوعي، ولا يملكان أدنى فرصة للبقاء سوى إشعال الحرائق وحرق البارود. الأول لديه "مسيرة تفجيرية" من القتل والتدمير والتفجير للمساجد والمنازل والتهجير والاختطاف والاقتحام والتلغيم والنهب. ولدى الثاني "مسيرة تضليلية" حكم اليمن 33 عاما، ولم ينجز سوى الفقر والبطالة والتخلف وافتعال الأزمات والصراعات، وتسخير السلطة والثروة لصالحه ولأسرته، منظومة متكاملة للقهر والفوضى والتضليل وشراء الولاءات.
جميع الحقوق محفوظة لموقع الضالع نيوز © 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com