سفَّاح اليمن من برابرة كُثر !!

21 - أغسطس - 2014 , الخميس 02:59 صباحا
3881 مشاهدة | 1 تعليق
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ سفَّاح اليمن من برابرة كُثر !!

سفَّاح اليمن من برابرة كُثر !!
افضل وصف لجلال بلعيدي هو السَّفَّاح ،إنه نسخة من أبي العباس الشهير بالسَّفَّاح . ولمن لا يقرأ او يسمع بفظائع عبدالله بن محمد اول خلفاء الدولة العباسية فما عليه غير الامعان بوجه وفعل سفَّاح اليمن " جلال بلعيدي " الشخص المعتوه المهووس الفاشي الذي لم يتورع عن ذبح اربعة عشر جنديا يوم الجمعة 8أغسطس في حضرموت ودونما يرفل له جفن او يخالجه ندم واثم .
فبعيد جريمته النكراء بحق الجنود العُزل الاسرى – على فرضية انهم أسروا في معركة وليس بكونهم مسافرين على متن حافلة – ظهر محتفيا ومتباهيا بفعله الشنيع وكأني به خير مجسد لأبي العباس الذي لم يتوان لحظة عن قتل تسعين شخصا أمويا مسالما ضيفا لديه وسبق ان منحهم الامان واكرم وفادتهم ؛ إذ امر بقتلهم جميعا ومن ثم افترش مائدة طعامه على قتلاه وبدأ بتناول أكله فيما أنين وآهات الضحايا يُسمع من الاسفل لكأنه موسيقى صاخبة راقصة في حانة ماجنة .
ليت المسألة مقتصرة هنا على شخص مريض مأفون مثل بلعيدي ، او على جماعة داعش ، او القاعدة ، او انصار الشريعة ، او سواها من الجماعات الارهابية البربرية المقترفة لفظاعات حسبناها زمنا من التاريخ الهمجي الذي طويت فظاعاته بفعل التطور الانساني الحضاري ؛ لكنها - ويا للأسف – مازالت ثقافة سائدة فينا والى اللحظة الراهنة التي يمكنك فيها رؤية جماعة ناشزة وهي مهللة مكبرة بذبحها للأدمية ، فضلا أنها كما لا تكتفي بالقتل إذ ولابد من ان تتشفى بالضحية تعزيرا وصلبا وتمثيلا .
نعم مجتمعاتنا العربية متشبعة زاخرة بمثل هذه الفظاعات المشاهدة الآن وكأنها من عصور الهمجية البربرية الوحشية التي سادت المجتمعات البشرية قرونا . فبرغم تبخترنا بانتمائنا للعصر ولحضارته وثقافته ونظامه وقيمه الصائنة المبجلة للإنسانية ؛ إلا ان فعلنا وممارستنا مازالت مستمدة ونابعة من ثقافة القتل والتمثيل والتعزير والتشفي والانتقام والثأر والاستحلال والسبي والسلب والاسترقاق والاذلال والاحتقار وهكذا دواليك من الافعال البشعة المشينة المنتهكة لصميم الادمية كقيمة سامية وعصرية .
في بيوت الله تحريض كريه وسافر حاض على الهلكة والسبي والغنيمة والاحتقار للأخر ، خطابنا الديني ناضح بالتكفير والترهيب والتفسيق والتحقير واللعن والتحريض على القتل واباحة سفك الدم والانتحار ملغوما ؛ وحتى الافتراء والكذب على الله ورسوله . احدهم يحدثك : النبي ترك الذبح وحرَّم المُثلة " وزاد ان اضاف بحديث " جئتكم بالذبح "
. يا ألهي هل بلغ بنا الافتراء لهذه الدرجة القبيحة المصورة لرسول الرحمة والهداية وكأنه ليس إلا سفاحا بيده مدية تقطر دما ، أو حاملا لجمجمة كافر ومارق ، أو سابيا لقانية ، أو غانما لناقة ومال .
هل الذبح والمُثلة تحتاج منا لتأصيل يبررهما ؟ فما من نبي هداية ورسالة يكون فعله ذبحا وسملا وتمثيلا ! فرجاء منكم ألَّا تماثلوا رسول الله بصحابته الذين وان حظيوا بصحبته ومجايلته او تشرفوا بالإسلام دينا منزلا نقيا عربيا مجسدا بنبي آيته وبرهانه قرآن وحي يوحى ، فهؤلاء وعلى صحبتهم هم في النهاية اناس لا يرتقون لمصاف الانبياء والرسل .
فهناك من السلف من آثر الدنيا فلم ينطق بكلمة حق إزاء انفس تزهق ودم يهرق وعصبية تزدهر ، وهنالك من المنكرات والفظائع المرتكبة ظلما وزورا باسم الله ونبيه ، وهنالك من الافعال المشينة التي يصعب تفسيرها وتم نسبها زورا وتضليلا وافتراء على الله ورسوله الذي وفاه الله ولم يذبح كافر او يُمثل أو يورث خلافته ؛ لأنه ببساطة نبيا ورسولا ؛ فكيف يتم وراثته ؟ وكيف يقر طاغية أو سفاحا او سبطا او ولدا على دين هو خاتمه ؟ فمثل هذا المنطق العقيم الشوفيني لو انه صحيحا لكان الاولى بنا تصديق بكون اسباط يعقوب " اسرائيل " هم شعب الله المختار .
النبي نهى عن المُثلة ولو بالكلب العقور ، كما والامام علي نهي قبل وفاته من المُثلة بقاتله عبد الرحمن الملجم ، ومع كل هذا تم الذبح والمُثلة والصلب والحرق ولرفاة رميم ، ومن صحابه ولصحابه ودونما تتوقف ، بل واستمرت وانتشرت كجائحة لا تبقي او تذر قوما او زمنا إلا واستباحته .
فقبل عهد السفاح كان عبدالله بن جعفر قد آثر الاقتصاص لمقتل الامام علي بطعنات ابن الملجم الذي كان جزاؤه قطع يديه ورجليه ومن ثم لسانه وعلى اثرها فارق الحياة . وذاك عمير بن ضابئ حين اقدم على كسر احد اضلاع جثمان الخليفة الثالث عثمان بن عفان .
فالسَّفَّاح اول ما تولي الحُكم أمر بإخراج جثث خلفاء بني أمية من اجداثها وجلدها وصلبها وحرقها ونثرها رمادا . إنها السادية وفي اقبح وابشع صورة لها كما وسبق ممارستها من الخليفة معاوية بن ابي سفيان حيال حجر بن عدي ، ومن الخليفة يزيد نحو الحسين بن علي ومن الطاغية الحجَّاج لأبن الزبير .
ومن الخليفة هشام بن عبد الملك الذي لم يكتف بقتل جيشه لزيد بن علي وهزيمة اتباعه إذ أمر باستخراج جثته وجز رأسه وارساله إليه ومن ثم صلبه عريانا وحرقه ، ومن الخليفة جعفر المنصور نحو عبدالله بن المقفع مترجم التحفة الادبية " كليلة ودمنة " ، فالمنصور لم يستسغ وقتها نصائح بن المقفع المكتوبة له فأمر بتقطيع بنان كاتبها ، بل وزاد في بشاعته ان قام بشوي ما استقطع من جسد الضحية واجباره على اكلها الى فاضت روحه .
وقبل ذلك كانت هند بنت عتبة قد شفت غليلها بنزع كبد الحمزة واكلها وبوحشية قلما تماثلها حادثة في التاريخ الانساني . لا اريد تذكيركم بإبراهيم الجزَّار وفظائعه ، كما لا اود الكلام بفظائع الائمة في اليمن والتي ليس أخرها ما حدث لزرانيق تهامة من قطع للرؤوس واجبار الاسرى على حملها الى صنعاء .
فالحال ان لدينا ارث مثقل زاخر بالفظائع ضد الانسانية . صحيح ان حز الرؤوس الآدمية ليست شرعة وعقوبة ابتدعها اسلافنا من اعراب الناقة والشاه بقدر ما هي محدثة وافدة إليهم من الاقوام الحاملة لراية التحضر والأنسنة .
ومع كل ما قيل وسيقال حول هذه الظاهرة الموغلة في توحشها فإنه يجب الاعتراف بما حققته المجتمعات المتحضرة من انجاز وتطور تقاطع كليا مع قرون من الفظائع كهذه التي توطنت لدينا قرونا ودون محاولة جادة لنبذها ورفضها وتحريمها ، بل وما يحزن ان هنالك من يسوق لهذه البربرية ويؤصل ويشرعن لها او يبرر فعلها او يعتبرها مسألة خلافية اسوة بالمسائل الاخرى مثل الشرب المثلث وكشف الركبة والغناء بغير اوقات الصلاة وووالخ .
محمد علي محسن

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط عقد شراكة الضرورة والتي كان من ثمراتها تحرير مساحة تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء