واشنطن تمهد للحوثي طرق "السياسة" وتفتح أبواب "الحرب" على السعودية

27 - نوفمبر - 2014 , الخميس 03:21 مسائا
3945 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ واشنطن تمهد للحوثي طرق "السياسة" وتفتح أبواب "الحرب" على السعودية

الضالع نيوز _أحمد شبح

وصلت جماعة الحوثي، المرتبطة بإيران وممثلة الطائفة الزيدية الشيعية، العاصمة صنعاء في الـ21سبتمبر 2014م، على ظهر حلفاء المملكة وأشلاء أوراقها القبلية التقليدية وأنقاض معاقل حليفها الوهابي ومراكز تديرها رموز تخرجت من المدرسة الدينية السعودية؛ وعلى حساب القوى المدنية والعسكرية المؤيدة للعملية الانتقالية ومشاركة فيها.



نجح الحوثي وحلفاء آخرين في تقويض العملية السياسية والإطاحة بعرى المبادرة الخليجية (وهي مبادرة سعودية في الواقع) وفرض مشهد سياسي مختلف أزاح قوى ثورة فبراير 2011 ليحل مكانهم الأطراف المنتصرة في 2014، وهي: جماعة الحوثي، الرئيس السابق علي صالح، الرئيس الحالي عبد ربه منصور.



أفضى "اتفاق السلم والشراكة" إلى الإطاحة بحكومة الوفاق، وهي الحلقة المفصلية والأخيرة للتسوية، وتدشين خارطة سياسية جديدة تضمنت إقرارا وتسليما بانفراط عملية الانتقال وشرعنت لإسقاط الدولة وأفعال الجماعات المسلحة واعترفت بالحوثي كشريك أساسي في العملية السياسية.



الاتفاق الذي تتجلى في ظاهره "الحكمة اليمانية" هو في جوهره انتزاع الملف اليمني (الرعاية، الهيمنة) من السعودية ودول خليجية لتتسلمه إيران، الخصم اللدود والنقيض المذهبي والسياسي لـ"الخليج العربي".



هذا الاتفاق حظي بمباركة واعتراف (غير مدروس) من التعاون الخليجي، وترحيبا دوليا؛ خصوصا من رعاة المبادرة على رأسهم واشنطن. وهو اعتراف بسقوط المؤسسات العسكرية والأمنية ومواقع استراتيجية ومحافظات بيد جماعة الحوثي التي كانت قبل ما حدث مُطالبة بتسليم ترسانة الأسلحة الثقيلة التي تمتلكها واستحوذت عليها خلال ستة حروب خاضتها مع نظام صالح (2004-2009) لتستحوذ الجماعة مجددا على كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة مع سيطرتها على معسكرات في عمران وصنعاء وأماكن أخرى.



تفرق أيادي الخليج واختلاف تعاملاتهم مع المشهد اليمني الملتهب؛ وتراخيهم عن خروقات المبادرة التي تعاملوا معها وفق "اعقلها وتوكل" والأدوات التقليدية المتحكمة بسياسة المملكة حيال جارتها الأهم موقعا والأكثر سكانا وفقرا وتسليحا، ترك فراغات مواتية للأخطبوط الإيراني لمد أذرعه وجذوره المتكاثرة.



ما كانت تخشاه دول الخليج صار واقعا معترف به، بات رجال طهران يتفاخرون بسقوط رابع عاصمة عربية (بغداد، بيروت، دمشق، صنعاء)، حبل الخليج الفارسي يطوق عنق مصادر الطاقة العالمية ويتحكم بممرات صادراتها ووارداتها. بات مستشار خامنئي يجهر متباهيا بأن دور الحوثي في اليمن كدور "حزب الله" في لبنان.



في انتباهة متأخرة، عاد ملوك الخليج لتقارب بدأ يحبو ببطء، تضمن إدارة موحدة لملف اليمن، لكن سلطنة عمان التي باتت أقرب إلى طهران ومطبخا للتخابر الأمريكي- الإيراني وسلق كثير من "وجبات" المنطقة، وغابت عن اللقاء الخليجي الأخير الذي احتضنته الرياض، وسبق ودعا وزير خارجيتها لمبادرة خليجية جديدة بشأن اليمن اعتبرت بأنها نقض للمبادرة السابقة واعتراف بالواقع الجديد.



حدود الدم

المكاسب السياسية والعسكرية التي يحققها الحوثي قد تؤهله لاستكمال السيطرة على الحدود البرية الواسعة مع المملكة (حوالي 1500 كم2) وقد تساعد الحوثي للاقتراب من الأراضي السعودية حيث الأقلية الإسماعيلية والشيعية وآبار النفط، وبالتالي إعلان دولة شيعية/إيرانية. ويمكن أن تغريه لتجاوز "الجدار العازل" الذي يعتبره بدعة إسرائيلية وتخطي "الأسلاك الشائكة" ولو كانت صناعتها أمريكية، وتجاوز "جبل الدخان" الذي سيطر عليه مسلحوه في نوفمبر 2009 بعد دخول الجيش السعودي على خط الحرب السادسة.



لا يعترف الحوثي بمعاهدة الطائف (1934) ولو كان موقعها الإمام يحي حميد الدين، مؤسس المملكة المتوكلية، كما لا يقر باتفاقية جدة (2000) التي وقعها علي صالح، ويرفع شعارات (جيزان، نجران يمنية).



تواجه المملكة مظلمة سنية في العراق شمالا وأخرى شيعية جنوبا وداخل أراضيها وبعض دول الخليج.



تلوينات خريطة ما سمي بالصورة الأفضل للشرق الأوسط "حدود الدم" التي بشرت بها مجلة القوات المسلحة الأمريكية (أرمد فورسيس) في يونيو عام 2006م، وتحدثت عن "الحدود الفاسدة" في الشرق الأوسط وضرورة "تعديل حدود الشرق الأوسط الكبير بحيث تعكس الروابط الطبيعية المستندة إلى الدم والعقيدة".



تضيف الدراسة الأخطر أن "السعودية –وهي دولة مصطنعة- ستعاني من تجريدها من مناطقها بنفس القدر الذي ستعانيه باكستان.. إن العدل الحقيقي -الذي ربما لن نحبه- سيمنح حقول النفط الساحلية في السعودية إلى الشيعة العرب الذين تقع هذه الحقول في منطقتهم، بينما سيذهب الربع الجنوبي الغربي لليمن. وسيقتصر حكم آل سعود على البقية المتمثلة في المنطقة السعودية المحيطة بالرياض".



تعامل مباشر مع صنعاء

تقارب واشنطن وطهران دفعهما إلى التعامل المباشر مع صنعاء، ظهرت الرياض وحيدة، وبدا أن الملف اليمني سلب منها.



كانت المملكة ممر عبور وحيد للمجتمع الدولي إلى جارتها المضطربة، ولم يكن ممكنا اتخاذ أية قرارات دون موافقتها أو العودة إليها. منحت المملكة التي تحتفظ بنفوذ ضارب في اليمن تفويضا دوليا وخصوصا ما يتعلق بالملف الأمني ومكافحة الإرهاب باعتباره المدخل الأساس لسياسة الخارج تجاه يمن غير مستقر وأن الرياض هي المحفظة المالية التي لا غنى عنها.



اعتبرت المملكة أن حليفها الأمريكي ودرعها الدفاعي تخلى عنها أو خذلها بشأن اليمن، وملف الحوثي تحديدا لمصلحة الخصم الإيراني، وأن واشنطن تخلت عن حمايتها من تهديد الحوثي وسهلت أو غضت الطرف عن تمكينه وتوسعه. اتصال الأمريكان بالرئيس هادي مباشرة كان سببا في فتور علاقته بالمملكة خلال الفترة الماضية.



برزت أصوات منادية بضرورة مراجعة تحالفات المملكة وتحديث سياساتها الخارجية، في ظل وجود رغبة دولية لتهيئة جنوب اليمن (تفصح بريطانيا أن عدن لا تزال تحتفظ بمكانة خاصة) لقيام دولة مستقرة وإبقاء الشمال في دوامة العنف. لتبدأ المملكة خطوات منفردة للتعامل مع الوضع علّها تتدارك ما يمكن تداركه، وأفضت جهودها إلى اتخاذ قرار فرض عقوبات دولية على صالح وقيادات الجناح العسكري في جماعة الحوثي.



التعاون مع الحوثي

تعامل واشنطن مع الحوثي ظل محل امتعاض سعودي خليجي، على اعتبار أن العداء للولايات المتحدة وشعارات (الموت لأمريكا) أكثر عوامل نمو الحوثي الذي لا ترى فيه واشنطن خطرا على مصالحها التي لم تتعرض لسوء من قبل الجماعة التي لم تقترب من مدارس أمريكية ولا من سفارة واشنطن حين سيطرت على صنعاء.



تعتبر الرياض أن واشنطن، حليفها الوثيق، تركتها منفردة تواجه "الخطر الحوثي" وإن استدعى ذلك مواجهة عسكرية، بينما تفتح واشنطن أمام الحوثي –بحسب اعتقاد المملكة- الأبواب السياسية. لدرجة أن واشنطن صارت تتعاون مع الحوثي لضرب القاعدة وأن صواريخ الدرونز التي تمطرها طائرات أمريكية بدون طيار، صارت تغطي هجمات وتوسع الحوثيين الذين صاروا شريكا لأمريكا فيما يخص ملف الإرهاب الذي كان تحت إشراف سعودي لسنوات. مع ما تعنيه استعانة واشنطن بالحوثيين عوضا عن الدولة في الحرب ضد القاعدة وما يقود إليه من إذكاء صراع طائفي وإبقاء دوامة عنف جنوب المملكة.



كشف مؤخرا عن ترتيبات تجري لعقد لقاء لم يعلن عنه بين السفير الأمريكي بصنعاء ماثيو تايلور وزعيم جماعة الحوثيين. ونقلت صحيفة «القدس العربي» اللندنية عن مصدر مقرب من السفارة الأمريكية أن تايلور أرسل رسالة إلى عبدالملك الحوثي يقترح عقد لقاء بين الرجلين.



واستقبلت واشنطن، الأسبوع الماضي، رسميا للمرة الأولى قياديا في جماعة الحوثي، حيث شارك عضو المكتب السياسي في حركة الحوثيين علي العماد، في مؤتمر اقتصادي تنظمه الأمم المتحدة لمناقشة أوجه التعاون بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، وتتحدث معلومات أن المؤتمر غطاء لمفاوضات سرية بين الحكومة والحوثيين، وعن لقاءات ممثل الحوثي مع مسئولين أمريكيين.



القيادي في جماعة الحوثي، علي البخيتي، حذر من نشوب حرب "متوقعة" بين جماعته والسعودية. إذا استمر منسوب التوتر في التصاعد.



البخيتي اشترط في مقال له على السعودية لبناء علاقة مع الجماعة أن توقف المملكة "دعمها لبعض النافذين.. ووقف دعمها للجماعات الدينية التي تسعى لتغيير الخارطة الدينية المذهبية التاريخية في اليمن والتي سادها التعايش منذ قرون طويلة قبل أن تتأثر بالحركة الوهابية العابرة من الأراضي السعودية".



الأسبوع الماضي، زار وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبدالله، أمريكا، التقى خلالها الرئيس أوباما ومسئولين سياسيين وعسكريين وأمنيين كبار في واشنطن. الزيارة بدعوة من وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل.



الموضوع اليمني كان على رأس جدول الزيارة، وركزت وسائل الاعلام السعودية والعالمية أن متعب نقل للأمريكيين موقف الملك السعودي تجاه الملفات المشتعلة في المنطقة.



المتحدث باسم البيت الأبيض برينيدات ميهان، قال إن أوباما بحث مع متعب تطورات الأوضاع في اليمن.



موضحا في بلاغ صحفي أصدره البيت الأبيض أن أوباما ناقش مع الأمير متعب، الجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار في اليمن، إضافة إلى أن المباحثات تناولت التطورات على الساحة اﻹقليمية ذات الاهتمام المشترك، أوضح أن الجانبين أكدا الشراكة التاريخية والقوية بين البلدين.

الضالع نيوز/متابعات أغلقت مليشيا الحوثي العشرات من مساجد النساء في محافظة إب، وسط البلاد، ضمن انتهاكات واسعة تطال المساجد ودور العبادة بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها المسلحة. وقال سكان محليون، إن مليشيا الحوثي، أغلقت مصليات النساء في أغلب مساجد مدينة إب ومدنها الثانوية في يريم والقاعدة والعدين تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات