لم اكد أنهي مناقشة رسالتي الماجستير قبل سنوات وكانت بعنوان(العلاقات الايرانية الاسرائيلية وأثرها في المصالح العربية) حتى إعترضني مواطن ايراني اعتقدت أنه زميل دراسه جاء ليهنيني،لاكتشف انه موظف بالسفارة الايرانية في بريتوريا بجنوب افريقيا حيث كنت أدرس.تحدث عن التضييق الأمريكي على برنامج طهران النووي,لينتقل الإتهام لدولة الإمارات وكيف ساهمت بتحطيم الإقتصاد الإيراني،والامارات حسب وصفه دولة صغيره بأجنحه كبيره، وبعد أن سكت الغضب عن مُحدثي قلت له: أولاً أشكرك إنك صورت دولة الإمارات كدولة عظمى قادرة أن توقف دولة بحجم إيران،مشكلتنا في العالم العربي والإسلامي نتحدث أن فلان صغيروفلان كبيرسبب تحضرأوروبا أن لوكسمبورغ الصغيرة لها نفس الثقل السياسي والاقتصادي لبريطانيا وفرنسا لأنهم مُتحضرين فالحديث عن كبير وصغيرأعتقد بأنها لغة خطرة، وانقلب الحوارإلى معركة لا اريد أن اخوض في تفاصيلها لأنني بعد ذلك الموقف رأيت الوجودالايراني في افريقيا يفوق الوصف وادركت إن المواقف معي ستتكرربحكم جنسيتي الاماراتية فأثرت الابتعاد عن الجدال والتعمق في سبب الوجود الايراني في افريقيا، فبعد حصول الدول الافريقية على استقلالها في ستينيات القرن الماضي بدأ الاهتمام الايراني بأفريقيا ولكن عدم الاستقرارالسياسي في طهران أدى إلى توقف تلك العلاقات التي إستأنفت عام 1997 بطريقة براغماتية متحررة من القيود الايديولوجيه، أدركت طهران ان افريقيا تمثل ثلث مقاعد الامم المتحدة ويمكن الاستعانه بها لحسم أي معركة دبلوماسيه لصالح طهران، كما يمكن لإيران نقل معاركها خارج اراضيها. أضف إلى ذلك إحتياطات المواد الخام التي تزخربها أفريقيا فهي تمتلك20% من الإنتاج العالمي لليورانيوم وهذا ما دفع ايران لإنتهاج (سياسة النفط مقابل اليورانيوم )وقامت بتنسيق سياسات اقتصادية كتحديد اسعار النفط مع نيجيريا وإستهدافها للدول الافريقيةالمنتجه للنفط لا المستهلكه،فايران ترغب في كسرالعزلة الاقتصادية بالإلتفاف على العقوبات الدوليه من خلال تخزين النفط في دول افريقية، وإستخدام نفوذها كجمهوريةاسلامية بالترويج للمذهب الشيعي وبناء المشاريع التجارية لتحقيق الريادة في الميدان الافريقي، كما توسطت ايران في الصراعات الافريقية مثل مشاركتها في زيادة الوعي العالمي بالصومال,لقد نجحت ايران في اختراق القارة الافريقية بإستثماراتها التي تجاوزت100 مليون دولار، بل ووصلت لإسقاط نظام سياسي وإنجاحه كمساندتها للرئيس سامبي في جزر القمر، وتأسيس الحرس الثوري الافريقي في اريتيريا، ودعم رجالها في افريقيا مثل ابراهيم زكزكي في نيجيريا.

يقول فقه العلاقات الدولية ان على دول الخليج العربي التوجه لأفريقيا فوراًو زيادة الاستثمارات هناك خاصة في الدول المرشحة لقيادة افريقيا كنيجيريا ،اثيوبيا ،جنوب افريقيا ورفع التمثيل الدبلوماسي في دول القارة ودعم التكتلات الاقتصادية الافريقية كالايكواس والكوميسا ودعم المنتديات الاستثمارية الخليجية الافريقية مثل المنتدى العالمي الافريقي الذي تنظمه إمارة دبي.