اللواء الجائفي عصا صالح أم عكاز الشرعية ..هل يمثل خطراً على الانقلاب؟

28 - يناير - 2016 , الخميس 07:09 مسائا
4457 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ اللواء الجائفي عصا صالح أم عكاز الشرعية ..هل يمثل خطراً على الانقلاب؟

الضالع نيوز/صنعاء

عاد اللواء علي بن علي الجائفي، قائد ما يعرف بقوات الاحتياط، (قيادة الحرس الجمهوري سابقا)، إلى الواجهة، مؤخراً، بعد ظهوره في


أحد الاجتماعات التي عقدها رئيس ما يسمى بـ"اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، بالعاصمة صنعاء.



الجائفي، ظل غامضا، فيما يتعلق بموقفه من الإنقلاب الذي أقدمت عليه مليشيا الحوثي وصالح، منذ إسقاط اللواء 310 مدرع، وحتى سقوط العاصمة صنعاء، ومن بعدها الإعلان الدستوري، والسيطرة على الرئاسة وإعلان الحرب على المحافظات اليمنية، تحت مزاعم محاربة "الدواعش".



ولا يزال اللواء الجائفي، يراوح في مساحة غير معلومة الولاء، رغم أنه على الأقل شكليا، قائدا لأقوى فصيل في الجيش اليمني، ألا وهو نخبة قوات "الحرس الجمهوري سابقا"، والتي بلا شك تشارك حاليا في الحرب إلى جانب الحوثيين.



وفي خضم هذه الحرب التي باتت ثقيلة الوطأة على كل الأطراف، نحاول من خلال هذه المقاربة، تلمس ملامح موقف اللواء الجائفي مما يحدث، عبر شهادات مقربين منه، وأيضا عبر استعراض لبعض مواقفه السابقة، وبعض الخلفيات التاريخية، عن الرجل الذي عاصر الحمدي، وحمل معزّة خاصة لمشروع الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.



البداية من لواء العمالقة



اللواء علي بن علي الجائفي كان قائدا لأحد أهم الألوية التي تأسست على يد الرئيس اليمني الأسبق، إبراهيم الحمدي، ألا وهو لواء العمالقة، الذي شارك ببسالة في حرب صيف 94، وكان واحدا من أهم الألوية وأشدها بأسا في الجيش اليمني، قبل أن يتم تفتيتها وإضعافها لاحقا، لأسباب سيتم الحديث عنها لاحقا.



بعد انجلاء غبار حرب 1994، وانتصار ما كان يعرف بقوات الشرعية الدستورية، بدأت مرحلة جديدة، كانت بمثابة العصر الذهبي للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وفيها بدأ صالح، بتنفيذ إجراءات وخطط لتوطيد أركان حكمه، واستبعاد شركاء التحولات السابقة، وخصوصا الوحدات العسكرية القوية، وعدد من القادة العسكريين المخضرمين، أمثال العميد محمد إسماعيل، وغيره من القادة الكبار، وتنوعت تلك الإجراءات ما بين التصفية الجسدية، مثل ما حدث مع العميد إسماعيل، وبين التهميش والإنهاك، مثلما حدث مع لواء العمالقة الذي كان يقوده العميد علي بن علي الجائفي، وكذلك ما حدث لاحقا مع الجنرال علي محسن الأحمر.



لقد عبث علي عبد الله صالح بلواء العمالقة، وبعثر قوته، وشتتها، حتى أضعفها تماما، في مقابل، تعزيز قوة وحدات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجله العميد أحمد علي عبد الله صالح.



ومنذ ذلك الحين، تم تهميش اللواء الجائفي، الذي عرف بولائه الشديد للوطن والوحدة، علما بأن الجائفي كان من أكثر المعجبين بنموذج الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، وكان وفيا لمشروع الحمدي، ودائم التفكير فيه، وهذا ما يفسر ما قاله مقربون من الجائفي، حول شعوره بأن استهداف وتهميش لواء العمالقة، كان امتدادا لاستهداف المشروع الوطني الذي أسسه إبراهيم الحمدي.



شعر اللواء الجائفي بالغبن الشديد من حالة التهميش والاستهداف التي تعرض لها هو ورجاله من ضباط ومنتسبي لواء العمالقة، وظلّ هذا الشعور يرافقه حتى اندلاع ثورة الشعب على الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011.



لم يكن يعني هذا أن اللواء الجائفي، كان مؤيدا لثورة الشباب، لكنه كان يشعر بارتياح دفين إزاء مصير الرجل الذي رمى برصيد الكثير من القادة العسكريين عرض الحائد، وذهب يبني إمبراطورية عسكرية وضع على عرشها عدد من أفراد أسرته، أي من عائلة صالح.



يقول أحد المقربين من اللواء الجائفي، إن الأخير، كان معارضا لثورة 2011، لا لأنه مؤيدا لصالح، ولكن لأنه كان مسكون بمخاوف تقسيم البلاد، وفتح باب الفوضى للمخربين من الداخل والخارج.



ولاحقا، وعلى وجه التحديد في 2014، حينما اندلعت المواجهات في عمران بين اللواء 310 مدرع وبين مليشيا الحوثي، كشف اللواء الجائفي لعدد من شيوخ محافظة صنعاء، أسباب موقفه الرافض لثورة الشباب، حيث أكد لهم أن ما يعرف بـ"ثورة الشباب"، هي التي أتت بمليشيا الحوثي من كهوف صعدة إلى صنعاء.



كان الجائفي يعتقد أن الوضع لن يستتب بسهولة، عقب ثورة الربيع في اليمن، وأن الأحداث قد لا تكون مبشرة، رغم الفرح الذي ساد جيل الشباب بإزاحة رأس النظام السابق، الذي عاث في اليمن فسادا.



موقفه من الحوثيين قبل دخول صنعاء



أثناء المواجهات التي شهدتها، عمران، بين قوات اللواء 310 مدرع، بقيادة العميد حميد القشيبي، الذي تم تصفيته لاحقا على يد الحوثيين، بتواطؤ من قبل دوائر صناعة القرار في القيادة العليا للقوات المسلحة، كان اللواء الجائفي، يتعامل مع تحركات مليشيا الحوثي على أنها تمرد، وكان يرسل تعزيزات، إلا أنه كان يتم تعطيلها من قبل جهات أخرى اتضح لاحقا أنها تابعة لعلي عبد الله صالح، داخل الجيش والسلطة الحاكمة.



بالتزامن مع معركة عمران، كان ثمة مواجهات في مديرية همدان، معقل اللواء علي الجائفي، وخلال تلك المواجهات وجه اللواء الجائفي بإرسال تعزيزات عسكرية من قوات الاحتياط للتصدي للحوثيين، إلا أنها لم تكن فاعلة لذات الأسباب التي ذكرناها سابقا، وحينما تمكن الحوثيون من دخول همدان، غضب اللواء الجائفي من الحادثة، واتهم قيادات موالية لصالح، بينهم قائد المنطقة العسكرية السادسة، آنذاك، محمد يحيى الحاوري، ببيع همدان للحوثيين.



وأوضح مصدر مقرب من الجائفي أن الأخير أجرى حينها اتصالا بالعميد الحاوري، قال له في بالنص : بعتوا همدان يا شيخ محمد، واستلمتوا الثمن .. ".



كما أنه حينها، كان يستقبل وفود من مشائخ همدان، ومحافظة صنعاء، وفي كل مرة كان يؤكد أنه لن يسمح للحوثيين بالعبث بأمن المحافظة ولن يسمح بتهديد الجمهورية، إلا أن طبيعة الولاءات داخل الجيش هي التي فرضت واقعا مختلفا.



موقفه من الرئيس عبد ربه منصور هادي



بعد توقيع اتفاق السلم والشراكة في 21 سبتمبر من العام 2015، بعد اقتحام مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء، ظلت معسكرات ومواقع قوات الاحتياط التي يقودها اللواء الجائفي، بمنأى عن الاستهداف من قبل تلك المليشيات، ومنذ ذلك الحين، حمل اللواء الجائفي قناعة مختلفة، بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي، هو السبب في كل هذا الخراب، معتقدا أن هادي، هو من تواطأ مع الحوثيين، وسلمهم صنعاء ومن قبلها عمران.



وصرح الجائفي برأيه من الرئيس هادي، أكثر من مرة، أبرزها كان حينما نشرت صفحة محسوبة عليه في موقع "فيس بوك"، ما يشبه البيان، هاجم فيها هادي، واتهمه باستهداف الجمهورية والوحدة، والسعي لتدمير الجيش والوطن.



البيان المذكور، نشر في صحة اللواء الجائفي في 26 فبراير، 2015، جاء على ما يبدو ردا على حملة الاتهام والتخوين التي وجهت له في أعقاب سقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين، وفيه أكد أن ولاءه لله ثم للوطن، واصفا المرحلة التي كانت تمر بها اليمن آنذاك، من أخطر المراحل وأكثرها تعقيدا.



وفي البيان اتهم اللواء الجائفي الرئيس هادي، بشكل واضح ببيع الوطن والشعب والجيش، لافتا إلى أن الخيانة لا تزال جارية على الشعب في الشمال والجنوب.



وقال بأن الرئيس هادي لو حكم اليمن بصدق، وأمانة وإخلاص لما وصلت اليمن إلى ما هي عليه، مشيرا إلى أن هادي ليس صاحب قرار ذاتي ولا يهمه الشمال أو الجنوب، متهما إياه بالتحول إلى أداة تتلقى الأوامر لتمزيق اليمن وإضعاف إقتصادها.



وتحدث الجائفي في البيان المنسوب إليه، عن تواطؤ الرئيس هادي ووزير دفاعه آنذاك اللواء محمد ناصر أحمد، ضد محافظة عمران واللواء 310، بقيادة العميد القشيبي، مشيرا إلى أنهما أصدرا توجيهات بعدم مواجهة مليشيا الحوثي وإعادة القوات إلى العاصمة صنعاء.



وفي البيان أيضا، وصف الاتفاق الذي عرف بـ"اتفاق السلم والشراكة" بالانقلاب الحقيقيي، مشيرا إلى أنه كان هناك نية مبيتة لإسقاط العاصمة صنعاء بأيدي الحوثيين،



وبالرغم من نفي مصادر صحة نسبة البيان المذكور للواء الجائفي، إلا أن مقربون منه أكدوا أن ما ورد فيه يتوافق إلى حد التطابق مع قناعات اللواء الجائفي.



ولعل من أبرز المواقف التي دفعت الكثير لاتهام الجائفي بالخيانة والتواطؤ والشراكة في الانقلاب، هو حضوره ومشاركته في مراسم ما عرف بـ"الإعلان الدستوري" في 6 فبراير 2015، حيث كان الجائفي في مقدمة الحاضرين، وتم تكليفه بمهام عليا بموجب ذلك الإعلان الذي مثل تتويجا للانقلاب على الشرعية.







الجائفي بعد عاصفة الحزم



في 26 مارس 2015، بدأ التحالف العربي، بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد تحالف الحوثي وصالح في اليمن، وهي العملية التي عرفت المرحلة الأولى منها بـ"عاصفة الحزم"، والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم، بعد انقضاء أكثر من 300 يوم على بدئها.



ومنذ ذلك الحين، لم يظهر اللواء الجائفي مطلقا، حتى بداية شهر يناير الجاري، عندما نشرت وسائل إعلام الحوثيين خبرا حول اجتماع عقده رئيس ما يعرف بـ"اللجنة الثورية العليا"، بقيادة قوات الاحتياط، برئاسة اللواء الركن علي بن علي الجائفي.


هذا اللقاء كما ذكرنا سابقا، هو الذي أعاد الجائفي إلى الواجهة، علما بأن مصادر مقربة منه أكدت أن ما أوردته وكالة سبأ حينها على لسانه لم يكن صحيحا.



يقول ضباط مقربون منه إنه اللواء الجائفي لم يكن يوما مؤيدا للانقلاب على الشرعية، وقطعا لم يكن مؤيدا لمليشيا الحوثي، التي لطالما اعتبرها خطرا على الوطن والشعب وثورة 26 سبتمبر، في حين يكمل آخرون الصورة، بالتأكيد على أن انخراطه في منظومة حكم الانقلاب، كان بهدف الحفاظ على منظومة الجيش الوطني، وحمايته من مخاطر التفتيت والتدمير على أيدي المليشيات.



يتحدث مقربون منه لـ"مندب برس"، بلغة مفعمة بالاحترام، مشيرين إلى أنه منذ توليه مهام قائد قوات الاحتياط، عمل على تحويل ولائها من الولاء للفرد والعائلة، إلى الولاء للوطن، والجمهورية، مشيرين إلى أن اللواء الجائفي لم يتوافق مع الحوثيين ولم يواليهم.



ويضيف أولئك الضباط، إن اللواء الجائفي لطالما حذر من أن الحوثيون إنما يتبعون مخططا إيرانيا فارسيا، وأنه كثيرا ما أكد أن قوات الاحتياط ملكا للشعب، وتتلقى التوجيهات من القيادة العليا للقوات المسلحة، محذرا من مغبة التآمر أو الخيانة.



ويرى الضباط المقربون من الجائفي، أنه لم يتوانى عن مساندة اللواء 310 في عمران وأرسل كتائب عسكرية لمساندته، إلا أن تلك التعزيزات توقفت عند جبل ظين بتوجيهات عليا،



وعن ظهوره في مراسم تدشين الإعلان الدستوري، قال الضباط، إن الرجل كان مكرها، زاعمين أنه حاليا تحت الإقامة الجبرية، ولا يمتلك اتخاذ قرار داخل قوات الاحتياط.



وقالوا بأن من يدير قوات الاحتياط حالي، هو رئيس عمليات الاحتياط ، شرف الدين، المعين من قبل الحوثيين، وكذلك أركان حرب قوات الاحتياط المعين أيضا من قبل الحوثيين، ويكنى بـ"أبو عادل"، بالإضافة إلى قائد اللواء الرابع احتياط زكريا المطاع، والمعين من قبل الحوثيين والذي تم ترقيته من رتبة رائد إلى عميد، لافتين إلى أن هؤلاء يديرون قيادة القوات مع اللواء زكريا الشامي نائب رئيس هيئة الأركان المعين من قبل الجماعة أيضا.



وبين من يتهم اللواء الجائفي بالتواطؤ والخيانة، ثمة من يرى أن الرجل يتبع مصلحته، ويعمل فقط وفق أجندة ذاتية، لافتين إلى أن الرجل يمتلك الخيار لتحديد موقفه إلا أنه آثر الصمت، حتى يضمن وجوده في حال استمر انقلاب الحوثيين، أو عادت السلطة الشرعية.

نقلا عن مندب برس

الضالع نيوز/متابعات أغلقت مليشيا الحوثي العشرات من مساجد النساء في محافظة إب، وسط البلاد، ضمن انتهاكات واسعة تطال المساجد ودور العبادة بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها المسلحة. وقال سكان محليون، إن مليشيا الحوثي، أغلقت مصليات النساء في أغلب مساجد مدينة إب ومدنها الثانوية في يريم والقاعدة والعدين تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء