غازات سامة وبراميل متفجرة وجرائم ضد الإنسانية.. لماذا يترك الغرب “حلب” تحترق؟

” الحقيقة القاتلة هي أن نحو أكثر من 400 ألف سوري قتلوا خلال السنوات الخمس الماضية، كما أن 11 مليون سوري شردوا من منازلهم، جراء الحرب الدائرة 

18 - أغسطس - 2016 , الخميس 07:23 مسائا
3775 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعربي ودولي ⇐ غازات سامة وبراميل متفجرة وجرائم ضد الإنسانية.. لماذا يترك الغرب “حلب” تحترق؟

الضالع نيوز/عبداللطيف التركي/التقرير



لم يعد خافيا التنسيق “الروسي – الأمريكي” في سوريا، والتراجع الغربي تجاه الأزمة السورية، في ظل غيبة تامة لمواقف الدول الخليجية، التي كانت تلعب دورا ملموسا لدعم الثورة السورية، وترفض أي دور مستقبلي للأسد، وكانت تؤكد مرارا على مطلبها برحيل نظام بشار، ووقفت وراء قرار جامعة الدول العربية بإخلاء موقع رئيس السوري في اجتماعاتها، ومنحه للمعارضة السورية، وهو القرار الذي لم ينفذ. والسؤال لماذا يترك الغرب الآن مدينة حلب تحترق بالقاذفات الروسية التي تنطلق من القواعد في سوريا وإيران؟ وكيف أصبح فك حصار المعارضة السورية لحلب نقطة التقارب بين “واشنطن وموسكو وإيران”؟

الغرب وموقف المتفرج

صحيفة “ديلي تليغراف”البريطانية، طرحت هذه التساؤلات في مقال تحت عنوان ” قرار الغرب بالإحجام عن التدخل في سوريا ترك فراغا لبوتين لملئه”، وقالت الصحيفة إنه “في ذروة الحرب العالمية الثانية، تحالفت روسيا مع بريطانيا لغزو إيران وطرد الشاه المؤيد لألمانيا”، مضيفًا أنه ” للمرة الأولى منذ ذلك الوقت، أي عام 1941 تعود القوات الروسية لإيران لشن ضربات جوية على سوريا.

وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أعلن أن طائرات بلاده الحربية الموجودة في إيران قصفت عددا من الأهداف في سوريا، وأضاف أن القاذفات بعيدة المدى، أغارت من قاعدة همدان الجوية في إيران، لشن ضربات على جماعات وصفها بـ”المتشددة”، من بينها تنظيم الدولة، في حلب وإدلب ودير الزور.

بوتين يستغل الفراغ

“ديلي تليغراف”، قالت إن “إيران لم تسمح لأي قوى أجنبية بشن عمليات عسكرية من أراضيها منذ الثورة الإسلامية”، وأشارت إلى أن “مكان وجود هذه القاذفات، يمثل دليلا واضحا على أن قرار الولايات المتحدة الإحجام عن التدخل في سوريا، ترك فراغًا، استغله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”، إنه “في الوقت الذي تراجع فيه اهتمام الغرب بمنطقة الشرق الأوسط، فإن روسيا وإيران سارعتا إلى تعزيز موقعهما في المنطقة”.

الصحيفة البريطانية، طالبت بإدخال “المساعدات الإنسانية الى حلب”، وقالت إن “براميل الديكتاتور المتفجرة، لا تزال تتهاوى على رؤوس المواطنين حارقة شوارع بأكملها”، وأضافت أن ” الملايين من سكان حلب هربوا بعدما تحولت منازلهم إلى ركام، ولجأوا إلى مخيمات كريهة الرائحة لتأمين الحماية لهم ولعائلاتهم”.

وتابعت أن “حلب المحاصرة اليوم، يتنازع عليها العديد من الأطراف، ويرزح أهلها البالغ عددهم مليوني شخص في ظروف إنسانية قاهرة”، وتساءلت الصحيفة “هل بإمكان شيء آخر إصابتنا بالصدمة، بعد رؤيتنا للمعاناة الإنسانية في حلب؟”، وقالت إن “ما من دليل بإمكانه تحريك الغرب، ليأخذ موقفًا ضد أعمال الأسد الإجرامية، بعد نشر صور الأطفال وهم يضعون أقنعة الأوكسجين، وهم يصارعون الحياة بعد استهدافهم بالأسلحة الكيماوية”.

400 ألف سوري قتلوا

الصحيفة قالت إن ” الحقيقة القاتلة هي أن نحو أكثر من 400 ألف سوري قتلوا خلال السنوات الخمس الماضية، كما أن 11 مليون سوري شردوا من منازلهم، جراء الحرب الدائرة”، وأشارت الصحيفة إلى أنه ما من دولة في العالم، عانت مثل سوريا، وأضافت أن ” قوات الرئيس السوري بشار الأسد تعتبر المسؤولة الأولى عن أغلبية القتلى، كما أن القوات الحكومية تحاصر الآن نحو 49 إلى 52 موقعًا في البلاد، لذا فإن السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين، قد يساهم في تخفيف معاناة السوريين، وهنا يكمن الأمل!

القتال للسيطرة على الأرض والموارد

الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حذر من “كارثة إنسانية” لم يسبق لها مثيل في حلب السورية، وحث روسيا والولايات المتحدة على التوصل سريعا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في المدينة ومناطق أخرى في سوريا، وأبلغ “بان” مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، في أحدث تقاريره الشهرية “في حلب نحن نواجه مخاطر بأن نرى كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل، في أكثر من خمس سنوات من إراقة الدماء والمعاناة في الصراع السوري”، وأضاف “القتال للسيطرة على الأرض والموارد يُباشر من خلال هجمات عشوائية على مناطق سكانية، بما في ذلك من خلال استخدام البراميل المتفجرة وقتل مئات المدنيين، ومن بينهم عشرات الأطفال.”

“بان كي مون”، قال إن “جميع أطراف الصراع تفشل في التقيد بما عليها من التزام لحماية المدنيين”، وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن الوزير سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري ناقشا، تنسيق العمل في سوريا من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -وهو جماعة مقرها المملكة المتحدة تراقب الحرب في سوريا- إن ضربات جوية مكثفة أصابت أهدافا كثيرة في حلب ومحيطها ومناطق أخرى في سوريا، ما أوقع عشرات القتلى.

جريمة حرب

نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، “فرحان حق”، قال إنه “في حال التأكد من صحة الأنباء المتعلقة بوقوع هجوم بالأسلحة الكيمائية في مدينة حلب السورية، فسوف يكون ذلك جريمة حرب”، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا، وعانى كثيرون من صعوبات في التنفس جراء إلقاء غاز “يُعتقد أنه الكلور” مع براميل مُتفجرة على حي في مدينة حلب السورية، وأضاف “حق” في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، “نحن قلقون إزاء تلك الأنباء، لكننا لسنا في وضع يسمح لنا بالتأكد من مدى صحتها (..) إن جميع الأطراف تورطت في ارتكاب أعمال وحشية على مدار أكثر من خمس سنوات من عمر الصراع”.

فرض هدنة إنسانية

وحول الموقف من مطالبة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، ستيفن أوبراين، بضرورة فرض هدنة إنسانية لإيصال المساعدات لأكثر من مليوني مدني محاصرين في حلب، قال فرحان حق “نحن لا نزال نواصل المشاورات بشأن فرض هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة أسبوعيا “، وأطلع ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مجلس الأمن الدولي على “الوضع المروع” في حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، وطالب أعضاء المجلس بضرورة فرض هدنة إنسانية، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في المدينة.

غاز الكلور السام

وقال المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، إنه تم العثور على “أدلة وافرة” تثبت صحة الأنباء، التي تتحدث عن تعرض المدنيين في مدينة حلب، شمالي سوريا، إلى قصف بغاز الكلور السام، معتبرا ذلك “جريمة حرب”، ولفت دي مستورا، إلى أنّ تحقيقات لا تزال جارية في هذا الشأن (قصف المدنيين في حلب بغاز الكلور)، دون مزيد من التفاصيل، حسب وكالة “الأناضول”.

واتهمت المعارضة السورية، نظام بشار الأسد، باستخدم السلاح الكيميائي والغازات السامة ضد المدنيين عدة مرات، أبرزها استخدام السلاح الكيميائي في منطقة الغوطة الشرقية، بريف دمشق، في أغسطس/آب 2013، التي تسيطر عليها قوات المعارضة؛ ما أسفر عن سقوط أكثر من 1400 قتيل وإصابة 10 آلاف آخرين بحالات اختناق، معظمهم من الأطفال والنساء، حسب إحصائيات المعارضة السورية.

وكانت قوات المعارضة السورية، تمكنت من فك الحصار المفروض من قبل قوات النظام، على الأحياء الخاضعة لسيطرتها في حلب، وعقب ذلك كثف النظام السوري، المدعوم من روسيا، غاراته على حلب.

جرائم ضد الإنسانية

صحيفة “غارديان” البريطانية، قالت في مقال كتبته “جنان دي جيوفاني” بعنوان : “كيف يمكن للغرب الوقوف ساكنًا أمام تدمير حلب؟”، إنه ” يتحتم على الغرب واجب، يتمثل بمنع الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية في حلب، لأنه في حال عدم قيامنا بذلك، فإن هذه الحرب ستستمر هناك لعقود”، وأضافت أن “المعارضة في سوريا تؤكد أنها استطاعت كسر الحصار المفروض عليها، إلا أنها لم تستطع تأمين ممر آمن للمدنيين”.

محررة “غارديان”، قالت إن “المعركة في حلب مصيرية، إلا أنها تضيف فصلًا جديدًا من فصول مآسي أهالي هذه المدينة، الذين أضحوا على يقين بأن المجتمع الدولي يبقى ساكنًا أمام وضعهم الإنساني المزري”، وأكدت الكاتبة أن ” ما من أحد سيأتي لإنقاذ السوريين”، موضحة أن “الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يحرك ساكنًا في عام 2013، عندما استخدم الجيش السوري النظامي الأسلحة الكيماوية ضد أهالي الغوطة، وقتل العديد من الأطفال، متجاوزا بذلك الخطوط الحمراء، التي تحدث عنها، فإنه بلا شك لن يحرك ساكنًا اليوم بعد استخدام القوات الحكومية السورية غاز الكلور السام في إدلب”.

تدمير المستشفيات

“جيوفاني”، قالت في مقالها إن ” التقارير الأخيرة تشير إلى مقتل العديد من الأطفال والأطباء، خلال الاعتداءات المتكررة على المدينة”، وتابعت أن “الوضع في حلب متدهور جدًا، فهناك نحو 300 ألف طفل عالقين في المدينة”، مضيفة أن ” هؤلاء الأطفال يعمدون إلى حرق الإطارات لتضليل الطائرات التي تقصفهم”.

ونقلًا عن “بسمة قضامني” من المعارضة السورية، فإن “الخطة الروسية المدعومة دوليا، ألا وهي الممرات الآمنة في حلب- استطاعت ترهيب المواطنين، الذين اعتبروها محاولة لتطهير المدينة”، مضيفة أنها كانت ممرات لخروج المواطنين، وليس لدخول أي مساعدات لداخل حلب، وختمت بالقول إن “المرافق الطبية في حلب في حالة يرثى لها، فلم يبق في المدينة سوى 34 طبيبًا”، مضيفة أن “منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، أكدت أن القوات السورية الحكومية استهدفت بشكل مباشر 6 مستشفيات في حلب في الأيام الماضية، أي الأسواء في المنطقة منذ عام 2011”.

قواعد في إيران

الكولونيل كرس غارفر، المتحدث باسم القوات المسلحة الأمريكية، اعترف أن روسيا أخطرت التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، ضد تنظيم “الدولة” في العراق وسوريا، بشن طائراتها المقاتلة مهمة قتالية من قواعد في إيران، وقال “غارفر” إن الإخطار الروسي جاء بعد بدء الضربات بوقت قصير، وأضاف “غارفر” أنه على الرغم من أن قصر وقت الإنذار، الذي قدمه الروس قبل العملية، فإنه كان كافيا لاتخاذ إجراءات سلامة الأجواء، واستهدفت الغارات أيضا ثلاثة مراكز قيادة قرب قرية جفرة ودير الزور.

وتلتزم الولايات المتحدة بمذكرة تفاهم بين الجانبين، يخطر بموجبها كل طرف الطرف الآخر بأي طلعات جوية لطائراتها خلال عملياتهما المنفصلة، للحيلولة دون وقوع صدام بين طائراتهما في سماء سوريا، وقال غارفر “روسيا أخطرت التحالف بموجب مذكرة التفاهم الخاصة بأمن الطلعات الجوية.. لقد أخبرونا بأنهم قادمون وتأكدنا نحن من سلامة الأجواء، بينما عبرت قاذفات القنابل في المنطقة في طريقها إلى أهدافها والعودة مرة أخرى. ولم يؤثر ذلك على عملياتنا في العراق أو سوريا خلال تلك العمليات.”

الصين تبحث عن دور

الصين، دخلت على الخط السوري، وأعلنت رغبتها في تعزيز علاقاتها العسكرية مع سوريا، والتقى غوان يوفاي، مدير مكتب التعاون العسكري الدولي التابع للجنة المركزية العسكرية الصينية، مع وزير دفاع النظام السوري، فهد جاسم الفريج، في دمشق، بحسب وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا، وقال “غوان” إن الصين كانت تلعب دائما دورا إيجابيا في محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي للموقف في سوريا، “القوات المسلحة في الصين وسوريا كانتا دائما على علاقة طيبة، والقوات المسلحة الصينية ترغب في تعزيز التبادل والتعاون مع القوات المسلحة السورية.”

التحول في موقف بكين

“غوان”، قال إن الطرفين تباحثا بشأن تدريب الأفراد “وتوصلا إلى توافق”، على أن تقدم القوات المسلحة الصينية المساعدات الإنسانية، كما التقي غوان بجنرال روسي في دمشق، إلا أن وكالة الأنباء لم تعط المزيد من التفاصيل حول اللقاء.

وعلى الرغم من اعتماد الصين على نفط الشرق الأوسط، فإنها كانت تميل لترك المسائل الدبلوماسية والسياسية لغيرها من دول مجلس الأمن في الأمم المتحدة، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا، وتسعى الصين أخيرا إلى دور أكبر في سوريا. فقد أرسلت مبعوثين لها إلى سوريا للمساعدة في التوصل إلى قرار دبلوماسي لوقف العنف الدائر هناك، كما استضافت عددا من المعارضين، وكان المبعوث الصيني إلى سوريا قد امتدح، في أبريل/ نيسان، الدور الروسي في سوريا، وتشعر الصين بالقلق من سفر مواطنين من أقلية الإيغور المسلمين من منطقة زنجيانغ، غربي الصين، إلى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف الجماعات المقاتلة هناك، بعد سفرهم بشكل غير شرعي عبر جنوب شرق أسيا وتركيا.

استخدام أسلحة حارقة

“منظمة هيومن رايتس ووتش” لحقوق الإنسان، وجهت اتهاما إلى الطائرات المقاتلة الروسية والسورية باستخدام أسلحة حارقة، في هجمات وصفتها “بالمشينة” شمالي سوريا، وقالت إن لديها وثائق عن استخدام تلك الأسلحة 18 مرة منذ شهر يوليو/ تموز، وإن تلك الهجمات أسفرت عن أكثر من 10 إصابات، أضافت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، أن لديها “أدلة حاسمة” على أن روسيا قدمت دعما للطائرات التابعة للحكومة السورية في هذه الهجمات، وتؤدي القنابل الحارقة، عن إسقاطها من الطائرات، إلى التسبب في حرائق محدودة، لكنها قوية بالأماكن التي تصيبها، وتحظر الأمم المتحدة استخدام تلك القنابل.

نيران مذهلة تحول الليل إلى نهار

“هيومن رايتس “، تقول إنها تراقب استخدام تلك القنابل منذ مطلع يونيو/ حزيران، وإنها استخدمت مرتين في 7 أغسطس/ آب في مديني حلب وأدلب، وقال أحد سكان أدلب واسمه “محمد تاج الدين عثمان”، وهو الذي زود المنظمة بالصور التي أدعى إنها للهجوم “خلال 10 دقائق، كان هناك المزيد من الهجمات. كانت النيران مذهلة، وتحول الليل إلى نهار.”

الضالع نيوز _ الجزيرة نت أعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد -مساء أمس الأحد- تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، كما قرر تولي السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة يعيّنه بنفسه، وتولي رئاسة النيابة العامة لتحريك المتابعة القضائية ضد من تحوم حولهم شبهات فساد. تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات