الدولة و«صعاليك الثورة»

06 - أبريل - 2014 , الأحد 10:24 صباحا
3372 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةرشاد الشرعبي ⇐ الدولة و«صعاليك الثورة»

رشاد الشرعبي
رشاد الشرعبي

على غفلة من الزمن وصل إلى سدة حكم جمهوريتين عربيتين «زعيمان» أحدهما اختتم سنوات حكمه وعمره بوصف الثوار على نظامه العصبوي بـ «الجرذان» والثاني يكاد يختم سنوات عمره بعد أن طويت صفحات حكمه بوصف شباب الثورة بـ«الصعاليك», وهو يقصد بهذا الوصف مايتعارف عليه الناس حاضراً وليس ماعرفه العرب قديماً.

لم أستغرب أن يفقد «الزعيم» أعصابه إلى هذا الحد ويتقيأ مافي باطنه على صفحته في الفيسبوك ليتبرأ منها الحزب الذي يفترض أنه رئيسه, خاصة بعد أن صار تحت ميكروسكوب المجتمع الدولي الذي خصص لأجله لجنة لمراقبة المعرقلين للتسوية السياسية والمتمردين على قرار مجلس الأمن الأخير 2140.

ما أستغرب له صحوة الضمير المتأخرة لدى حزب المؤتمر الشعبي العام المختطف لدى “الزعيم” والتي ظهرت على هيئة صك براءة وتحايل واضح عن “نثرات” الزعيم, التي يكشف فيها حقيقة العقلية التي جثمت على صدر اليمن 33 عاماً, وهي عقلية عبثية استحواذية تخريبية تدميرية تنتهج القاعدة الشهيرة: أنا ومن بعدي الطوفان.

لم يعد للصمت من غلبة إزاء شخص يأبى إلا أن يحوم حول مسرح جرائمه المستمرة ويرفض أن يستفيد من طيبة هذا الشعب العظيم الذي بلع الحصانة على مضض, ولكنه مستمر في الاستفزاز والجرائم في وقت واحد ليسيئ, ليس لتاريخ حكمه, فلم يعد هناك من صفحات بيضاء ممكن الإساءة إليها.

إنه مستمر في إساءاته لأطهر وأنبل من أنجبتهم اليمن وهم شباب ثورة 11 فبراير 2011 والشهداء الذين يسقطون ضحايا لجرائمه المستمرة والجرائم التي ترتكبها جماعات العنف والإجرام والإرهاب في شمال الشمال وشرق البلاد ووسطها.

حينما قرأت عن ذلك القيء الذي تقيأ به، وجدت نفسي مجبراً للمقارنة بين من ينطبق عليهم الوصف ذاك, قفز أمامي محمد ناصر المقبلي وهشام المسوري وهمدان الحقب, وسامية الأغبري وتوكل كرمان وبلقيس الحنش, وتساءلت في نفسي هل هو يقصد هؤلاء ورفاقهم الذين هم الصفحة البيضاء في تاريخ اليمن الحديث؟.

إنها حالة إسقاط لمافي الباطن واتهام الآخرين بما يعانيه المتهم ويحاول أن يواريه خلف مكياج الأكاذيب والافتراءات, ليس أمام حزبه والعقلاء من عصبته إلا أن يحجروا عليه بعد أن وصل إلى حالة نفسية ستودي به إلى الهلاك أكثر مما صار عليه حاله في ظل مايعانيه من عزلة وضغوط ورؤيته للسلطة تختتم آخر حلقاته وتذهب من بين يديه.

معادلة طبيعية أن من حكم شعبه 33 عاماً وعبث بوطنه وأفسد وخرب ودمر حتى القيم وثقافة المجتمع, ولم يبنِ دولة ومؤسساتها, وظل يتعامل معها بعقلية زعيم العصابة وليس رئيس الدولة، سيأتي يوم ويرى في أبناء شعبه جرذاناً أو صعاليك حينما يقولون له كفى عبثاً ودماراً وخراباً.

بل والأفظع أنه لم يبنِ شيئاً يذكر كدولة ومؤسسات وبنية تحتية ويواجه الفقر والجهل والمرض كما يفترض ويصر على استمراره في تخريب اللاشيء ومن الأموال التي نهبها طوال سنوات حكمه.

اليوم إن كان الله قد كتب له حُسن الخاتمة كما يزعم، لم يعد أمامه سوى أن يحمد الله على صبر هذا الشعب عليه وابتلاعه الألم وعفوه عنه ليكف عن أذيته ويتفرغ للصمت والاستغفار والتأمل في نعم الله عليه، وكيف أنه استطاع أن يتسلق في غفلة من الزمن ليكون رئيساً لبلد كاليمن وشعبه الضاربة جذوره في عمق التاريخ والحضارة الممتدة أكثر من ثلاثة آلاف سنة.



[email protected]

تعز المدينة صامدة في وجه الحصار والقصف المتصاعد بشكل جنوني.. يروجون لاكاذيب واشاعات السيطرة فيما المقاومة والجيش الوطني يواجهونهم ببسالة وصمود اسطوري ويكبدونهم يوميا خسائر بالعشرات ويدمرون آليات عسكرية بالشراكة مع طيران التحالف العربي, مثلما كان »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات