صنعاء المطمئنة

08 - سبتمبر - 2014 , الإثنين 06:53 مسائا
3442 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد العمراني ⇐ صنعاء المطمئنة

محمد العمراني
صنعاء المطمئنة

بالرغم من كل القلق الذي يعسكر في الأنحاء ، بالرغم من الحالة السياسية التي توشك على الموت ، بالرغم من أن الأيدي على الزناد ، بالرغم من الحالة الإعلامية القذرة التي ابتكرت كل وسائلها لإقلاق الناس في صنعاء .
إلا أن صنعاء لاتبدي قلقا ولا خوفا ، تمتلئ بالزغاريد والأعراس ، بالموسيقى والغزل ، ببائعات الفل والكاذي على أرصفة الشوارع ، وبأسواق الفاكهة وعمال الخياطة ،كل شيء في صنعاء يبدو مطمئنا ، لم نلاحظ ذلك القلق في ملايين البشر الذين يمارسون حياتهم بقلة اكتراث لما يحدث في أطرافها .

إلام تطمئن صنعاء ؟
يشغلني هذا السؤال وهي المدينة التي تسخر من الحصار والقلق .

هل هي حماقة التفاؤل بأن الأفضل لم يأت بعد ، أم حكاية التاريخ بأنه لاشيء أسوأ مما كان ؟
هل تطمئن صنعاء لشهر عرسها الكبير سبتمبر العظيم وأن خمسين عاما من الشباب السبتمبري أكبر بكثير من الفقاعات السوداء التي تحول أن تشوه احتفالاتها بالفرح ؟

هل تطمئن لرجال جيشها القوي الذين جعلهم سبتمبر العظيم هدفا رئيسا في سفر انعتاقها الأول ؟
هل تطمئن لأبنائها - وقد احتضنت كل أبناء اليمن - وسقتهم عشقها مع لبن الأمهات ؟
هل تطمئن صنعاء إلى رئيسها الذي خبرت منه موقفا وحدويا شجاعا ذات زمن ؟
هل لقوتها الخبيئة في الجمال والنقش والحناء والمشاقر ؟
أم أنها تعلم وهن الخصوم وهي التي خبرت أكاذيبهم أزيد من ألف عام ؟

إلى تاريخها الكبير أم إلى جغرافيتها التي تحرسها الصخور عند كل باب ؟
إلى تنوعها الثقافي والسياسي والاجتماعي باعتبارها مدينة أكبر من أي سلالة وعرق أم هي تعلم هزال فكرة السلالة والحق الإلهي ؟

إلى جذر الحرية العميق الذي غرسه سبتمبر وتعهدته ثورة فبراير المجيد بالسقي والرعاية بعد دهور عاشها الناس مع السلاسل والمعتقل والرهينة والعكفي والمثمر وبورزان الإمام ؟
أم إلى نظامها الكوني الجديد الذي صار يلفظ أنظمة العبيد ؟

إلى تاريخها السلمي البعيد حيث كانت أم القرى التي أسلم أهلها برسالة المعلم الأول ولم يحشد لها الجيش ويقطع عنها حبال الوتين ؟
أم إلى رياح السبعين المحملة بأسماء أبطاله الكبار ، أولئك الذين كسروا حصار الأمس المثقل بالخطيئة ، وكما توالد الحصار يتوالد من كسروه ؟

إلام تطمئن صنعاء وهي تلهو ساخرة بكل هذا الضجيج المتمترس بالأكذوبة والبلادة والطيش ؟
ولماذا تبدو هكذا مثل مدينة للأسود لاتهاب شيئا ؟
ثمة أسرار في صنعاء مخزونة في صندوقها القديم ، وهذه الأسرار يعرفها عاشقوها فهي لا تحكي لغير العاشقين !!!

مدينة يقتلها الخذلان محمد عمراني لم نكن نعلم أن مهمة منظمات المجتمع الدولي تتوقف فقط عند إحصاء القتلى والمصابين الذين تقتلهم أطراف الصراع . لدينا عشرات المنظمات ترفع تقاريرها عن #‏تعز لكن هذه التقارير المطبوعة بالألوان الفاخرة تتحول إلى »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات