مالذي يريده الحوثي ؟

14 - سبتمبر - 2014 , الأحد 07:36 مسائا
3551 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد العمراني ⇐ مالذي يريده الحوثي ؟

محمد العمراني
هل كان البخيتي يدعو فعلا إلى حوار ثنائي بين جماعته والإصلاح أم أنها فقط محاولة إعلامية لفرز الصراع بين طرفين بدلا من مواجهة الجميع ؟
ذلك أن الدعوة عبر وسائل الإعلام ليست هي المكان المناسب لمثل هذه الدعوات إن كانت جادة .

من المؤكد أن أي تقرير نزيه يرفع إلى قيادة الحوثي عن الحراك الإعلامي والشعبي وعن مختلف القوى الفاعلة والمؤثرة في البلاد يصيبه بالصداع الشديد ، هذه المرة فشلت كل تكتيكاته الإعلامية في اختراع عنوان يمكن أن يدخل أنبوبة الاختبار ، فالفشل في إدارة الصراع في صنعاء ستكون نتائجه أكثر كلفة على الجميع ، ولهذا صرخ الجميع في وجهه ، صنعاء ليست ميدانا للمساومة .
لهذا يبحث الحوثي عن طرف لصراعه .

الحوثي أعلن بوضوح خصومته الغير مفهومة لحزب الإصلاح ، غير مفهومة على الأقل استنادا لتاريخ العلاقات حتى ثورة 2011م ، مستفيدا من حالة التعبئة التي رافقت أحداث ثورات الربيع العربي ضد كل التيارات الإسلامية .

مالذي يريده الحوثي ؟

كما يبدو واضحا من التفاوضات الأخيرة يريد الحوثي إفشال العملية السياسية برمتها من خلال تعطيل مسارها السياسي الذي فرضته المبادرة الخليخية وآليتها التنفيذية والتي على أساسها انتخب الرئيس وتشكلت الحكومة و انبثق مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته .

جميعا نتذكر تصريحات السيد جمال بن عمر مدافعا عن شرعية الرئيس هادي بعد مرور عامين على انتخابه بأن المرحلة الانتقالية ليست زمنا محددا وحسب ، بل زمنا ومهام ، وجاء هذا الرد - وردود كثيرة من كل أطراف العمل السياسيحينها- في إطار جديث صالح عن شرعية الرئيس المنتخب لمدة عامين فقط .
الآن أيضا يراد لهذه المبادرة أن تسقط لأن سقوطها يعني بالضرورة سقوط المسار السياسي بما فيه مؤتمر الحوار الوطني ، خاصة أن مؤتمر الحوار الوطني كان نتيجة لمسار التسوية الذي اقترحته المبادرة وليس لاغيا لها .

سقوط المسار السياسي سيمهد الطريق لخيارات غير سياسية ، يحاول الحوثي الآن فرضها على الواقع من خلال معسكراته التي تخنق العاصمة أو معسكراته التي يسميها زورا "اعتصامات " في وسط العاصمة .

فالحوثي كما يعلم الجميع لايكترث للكلفة البشرية ، إذ لايعلم أحد عدد قتلاه الذين يزج بهم في المعارك ، وهذه المعلومة هي التي تمنحه قوة التفاوض فلديه أتباع يموتون في المعارك ليسو من نسله .

احتفلت قيادة الحوثي بسقوط عمران في صنعاء رمضان الفائت ومعهم لفيف من الوزراء والشخصيات الكبيرة دون اكتراث لآلاف الأسر الذين فقدو أبناءهم وهم يحاربون لإسقاط عمران ، ضحاياه الذي قتلو في صفه .
الجثث التي كانت تنقل على ظهور العربات بطريقة لاتليق بالآدمية وتذكّر تماما بالحقب النازية المظلمة في التاريخ الإنساني تعكس حتما موقع الإنسان في ذهن الحوثي ، أنت خلقت لتموت في سبيل أن يكون لي الحق في البقاء والملك باعتباري من سلالة أصيلة .

الأخبار القادمة من الجوف تفيد بأسر العشرات من الأطفال ، يتم التواصل بآبائهم لإعادتهم إليهم ، كما لو أنهم في حالة من غياب العقل ، يصرخون من الخوف عند أول مواجهة ، لم يتم حتى تدريبهم للدفاع عن أنفسهم .

ليس للإنسان أي قيمة مركزية في التفكير الحوثي ، الإنسان بما هو إنسان ، والإنسان بما هو صديق للحوثي ، والإنسان بما هو حوثي أيضا .

يصرخ الحوثي في مخدعه " حتى ذمار خرجت كلها ضدي " ، ذمار التي طالما اعتبرها بندقية على جدار منزله خرجت أيضا !!!!

فالحوثي ليس خصما للإصلاح فقط ، إنه بالدرجة الأولى خصم كبير لأنصاره ومحاربيه ،ثم لجناحه السياسي الذي يبدو أنه يغرد خارج السرب أو أنه يقع تحت الوصاية المطلقة .
هو لايبحث عن شركاء بل عن أتباع ، ليس لديه خصوم بل يرى كل ماسواه عدوا ، إنه بحاجة إلى إنقاذ أكثر من حاجته إلى حرب .
وثمة مسئولية أخلاقية تقع على الجميع لتحريره من أغلاله .

مدينة يقتلها الخذلان محمد عمراني لم نكن نعلم أن مهمة منظمات المجتمع الدولي تتوقف فقط عند إحصاء القتلى والمصابين الذين تقتلهم أطراف الصراع . لدينا عشرات المنظمات ترفع تقاريرها عن #‏تعز لكن هذه التقارير المطبوعة بالألوان الفاخرة تتحول إلى »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات