إيمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

29 - مارس - 2014 , السبت 05:37 مسائا
3947 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد العمراني ⇐ إيمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

محمد العمراني
إنها ليست رواية ، إيمان هي القصة التي تعيش في كل البيوت ، ثم نزعم أن لا أحد يراها !
هي حكاية الأسرار التي يعلمها الجميع ويصرون على تعريفها أسرارا ، وهي الأسئلة التي تدور في كل الرؤوس ثم تطرد من الرؤوس بلا سبب وجيه ، تماما مثل إيمان ، أو تختفي مثل اختفاء الإيمان من مجتمع مشبع بالشعائر ، تختفي ثم لا يشعر بها أحد ، نتجاهلها بالرغم من أنها تلح بنفسها كل يوم ومثل الشمس تغمر كل البيوت .

إيمان هي حكاية الحب الذي يمشي متسللا وعلى رقبته قتبة المذنبين ، أو حكاية الحرب التي يصرخ أصحابها بالنصر بينما يئنون من الداخل بصمت العاجزين .
حكاية للهروب ، الهروب إلى الخديعة ، الهروب إلى النفاق ، الهروب إلى الشعوذة أو الهروب إلى الحرب العاجزة .

إيمان هي حكاية مجتمع بأكمله يتواطأ على النفاق والجبن والتنصل من مواجهة الأسئلة والحقائق .
الشرف فيه منافق ، الشجاعة فيه مزورة ، و البطولة فيه هي أن تسحق إنسانيتك إلى الأبد .
الإيمان ليس سوى طريق إلى الكفر ، والإله فيه مثل شيخ قبيلة ، والطهارة لم تعد تسكن سوى قلوب المجانين وعجائز العشق !

هي رواية تفتش في الأقاصي ، تستكشف دخائل النفس وتتوغل فيها مثل برد الخريف على عظام الرعيان ، إنها رواية في علم النفس أيضا ، النفس اليمنية ، نفس المرأة اليمنية على نحو خاص ، مشاعرها ، همومها وأسئلتها الثقيلة ، وحياتها التى تتآكل في الانتظار ودعاوى الشرف .
ماهي المرأة عندنا ، إنها لاشيء ، وهذا اللاشيء يتوغل في الاختباء والانطفاء والتخفي ، ثم ينتظر بعد ذلك أن يصير شيئا ، لا حيلة للنساء سوى الانتظار !
لكم اقتات هذا الانتظار من القلوب العاشقة ولم يشبع !

ماهي العلاقة بين المرأة والمحارب ، ولماذا لا تدعوا النساء للمجاهدين بالحرب ، بل بالعودة .

هي رواية عن الحب ، رواية في الإيمان والفلسفة ، رواية في الحرب ، رواية عن المرأة ورواية عن الأم ، ورواية عن بياض الشهداء وجبل الرعيان ، عن بشاعة الطبقية وطهارة البسطاء وعن الحب الذي يصنع الإيمان .

ستحكي لك الرواية عن بلد في القرن الواحد و العشرين ، بينما أنت تظن نفسك تقرأ في الأساطير ، هذه الرواية ليست عن صعدة ، بل عن أسطورة كانت قبل ألف عام و لا تلبث أن تعيش ، ستقرأ فيها حكاية أوديسيوس والجنيات يساومنه على الحب ، وعن قصة إيمان العاشقة التي ستختفي إلى الأبد وقد تركت قصة عن العشق في زمن المحاربين .
عن مدرس العلوم عبد الحافظ الذي قدم من تعز قبل ألف عام ثم طرد مع اليهود ، وعن الوهابي العاشق يحي الذي فتت سلفيته الصخرية تحت أقدام صفية الهاشمية التي هي الأخرى داست على خرافة النسب المقدس والسامي واستسلمت لهذا السلطان الذي لا يعرف الطبقات ، الحب .

قرأنا أن كل روية هي سيرة ذاتية عن كاتبها ، لكني لا أعرف رواية يمكن أن تكون سيرة ذاتية عني وعن كل شاب ، عن كل فتاة ، وعن كل بيت .

وأنت تقرأ بين ثنايا الرواية ، ستقول لنفسك هذه الرواية اسطورية ، وصعدة أيضا حكاية اسطورية ، وهذا الكاتب أيضا اسطوري ، حتى أنا القارئ ، أنا أيضا كيان اسطوري ، وهذه الحياة كلها محض أساطير ، لا شيء موجودا على الإطلاق ، هذه كلها فيلم صغير مخزون في سيرفرات اليوتيوب تحت عنوان " إيمان " ، كتبت في زمن كان الناس يصدقون الأساطير والحكايات الغريبة .

إيمان ليست رواية ، هي ولادة جديدة للرواية واختراع آخر للكتابة ، ربما تشغلك مثلي في صلاة العشاء لتصليها ثلاثا ، تقرأ التشهد واقفا في الثالثة ، تخجل من نفسك حين تلمح أصبعك السبابة واقفة مثلك وأنت تسرد بشرود " أشهد أن لا إله إلا الله ، " بينما أنت مستظلا تحت شعر إيمان في واد محشو بالبارود والخيل والمحاربين ، وأنت وحدك تريد أن تكتب شيئا عن هذه الرواية .

سأكتب عن إيمان أكثر من مرة ، وسأبرى لها أكثر من قلم ، إنها رواية ولدت من رحم جبل محارب ، يسرق الأعداء شمسه ، وكان هو يحارب في النهار وفي الليل يلد هذه الرواية .

لا تصدقوا ماكتبت أعلاه ، لم يصدق أحد سيموت البرينجو وهو يقول "جئت من البحر المفتوح ، جئت من البحر المفتوح " .
لاتصدقوا هذه الأساطير الحقيقية !

مدينة يقتلها الخذلان محمد عمراني لم نكن نعلم أن مهمة منظمات المجتمع الدولي تتوقف فقط عند إحصاء القتلى والمصابين الذين تقتلهم أطراف الصراع . لدينا عشرات المنظمات ترفع تقاريرها عن #‏تعز لكن هذه التقارير المطبوعة بالألوان الفاخرة تتحول إلى »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات