إما أن نكـــون أو لا نكـــون!!

27 - أبريل - 2014 , الأحد 06:23 صباحا
3778 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد عـبدالله الـيدومـي ⇐ إما أن نكـــون أو لا نكـــون!!

محمد عـبدالله الـيدومـي
منذ عشرات السنين والعالم الإسلامي يعيش حالة مخاض فكري وسياسي لا يستطيع نكرانها أحد من المهتمين بجغرافية الأرض الإسلامية وثرواتها وإمكاناتها ، أو المتخصصين بتاريخها والمتتبعين لدورات حضارتها ، أو الراصدين لحاضر أمتها والمتوجسين خيفةً من أن تتجه خطوات أقدام أبنائها نحو قِبلتها وأن تأخذ كتاب ربها بقوة لافكاك عنه ، وأن تنهج في سيرها سلوكا لا أمَتَ فيه ولا عوج ، وأن تسعى جاهدة لتحكيم دينها في واقع حياتها دونما ضيق في الأفق ولا حرج في التنفيذ ..!



وهذا المخاض الفكري والسياسي لا يستطيع أحد من هؤلاء وأولئك أن يتعافى عنه أو أن يتجاهله ؛ حيث أنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من واقع الأمة الإسلامية ، وحدث مستمر لا يكاد يتلبس بالهدوء حتى ينفعل مع طموح الأمة المصرة على الخروج من نفق الوهن والتمرد على كوابح العجز والخنوع ..!



ولأن هذا الأمر ماعاد ليخفى على أحد ؛ فإنه كحقيقة من حقائق المرحلة التي أَعلنت وبكل صراحة ووضوح عن فشل المشروع المناوئ للإسلام ، والذي تبدى واضحا للعيان بعد سقوط الخلافة الإسلامية في الربع الأول من القرن العشرين ، والذي استمر بتخلفِه وهزائمه المتلاحقة يتعرى أمام أبناء هذه الأمة إبتداءاً من تفتيت الكيان الإسلامي الواحد الى عشرات الكيانات ، مرورا بالقبول والتعايش مع الإستعمار الصهيوني لفلسطين المحتلة ، وانتهاءاً بالكوارث السياسية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ، والتي واكبت ولاتزال تواكب مرحلة الوهن التي أدخلنا في نفقها نفايات الإستعمار الذين ماكان لهم من مؤهلات الإستمرار الا تبنيهم لمشروع إعاقة الأمة من النهوض من كبوتها واستمرارها غارقة في وحل الوهن ..!



ولأن حملة مشروع الإعاقة _ بمسمياتهم المختلفة وألوانهم المتعددة _ قد وصلوا الى أبواب مسدودة في التعامل مع أبناء أمتهم ، ولم يعودوا قادرين على الإستمرار في لعبة الخداع لشعوبهم ؛ فإنهم وبغريزة حب البقاء في مقدمة الصفوف ؛ وليقينهم بأنهم لم يعد بإمكانهم التكيف مع قوانين السير في المقدمة ، فقد انتقلوا الى مرحلة الهجوم على مشروع النهوض ، باعتبار ذلك خير وسيلة للدفاع عن مشروع الإعاقة الذي بدأ يتهاوى كمقدمة طبيعية للتواري والإندثار ..!



ولأن هذا هو الذي يحدث _ فعلاً _ في الساحة الإسلامية _ بطولها وعرضها _ فقد وقع غبش في الصورة أدى الى ضعف في الرؤية لدى البعض مما دفع بهم للوقوف على قارعة الطريق وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد ..!



إن عملية النهوض بالأمة ليست شأناً فردياً بحتاً ، ولكنه جهد جماعي لا يُعفى منه أحد في ميدانه باعتبار كل ميسر لما خلق له ..



إن علينا أن نتذكر دائما أن هناك مشروعان أمام أمتنا لا ثالث لهما .. مشروع النهوض ومشروع الإعاقة ، وأننا على مفترق طرق : نحيا حياة السعداء أو نعيش معيشة ضنكا .. إننا نمر بمرحلة في غاية الصعوبة والحساسية ، وعلينا أن نحسن تقديم أنفسنا للآخرين ، فنحن أمام خيارين : إما أن نكـــون أو لا نكـــون !!

صحائف التاريخ وسنن الهداية محمد عبدالله اليدومي صحائف التاريخ مليئة بالدروس والعبر لكل من يريد أن يتعلَّم ويعتبر ، كما أن في طيَّاتها من الحقائق مايجعل من مراجعة وقائعها تفسيراً وتبياناً لكثير من الوقائع والأحداث التي تدب أقدام صانعيها على بساط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات